وردةٌ.. بالدّين جَمُلَت!
كالوردة هي.. تفوح شذىً أينما حلّت.. بل روحٌ تسري لتسكن الحنايا دون تكلّف.. إنه قرار يصعب بعده الانسلاخ.. هي لم تتربّ على الدّين.. بل أينعت في مجتمعٍ ماجنٍ لا يمُتّ إلى الإسلام بِصِلة.. فالدنيا أحكمت سيطرتها وأغدقت.. وكان الثمن باهظاً دون علم.. فتنةٌ وارتكاسٌ في غيابة جُبِّ الهوى! وما أظلَمَهُ مِن عالَمٍ لمن وعى..
تعيش في هذا المحيط دون شعور منها أنها تائهة.. حتى تتعرّفَ على ثلةٍ مؤمنةٍ طيبة.. فتجد ريحاً تشدّها.. ينتشي قلبها وتدخل عالَماً آخر.. لتسعَدَ فيه وتحط الرحال.. «هنا» وجدت سكينة ما فقِهَت لها معنًى قبل أن (يحيا) قلبُها بذكر الله جل وعلا.. فاهتدت بعد تِيْه.. وتحجّبت بعد سفور.. وركلت برجلها حياة الترف والغنى.. وأبصرت النور الذي يسوقها للجنّة.. وقبله رضا ربها الأعلى!
والِداها.. اللذان فخرا بأنهما أمّنا لها كل ما تريد.. ما زالا يرقبانها بشرود.. ما الذي تغيّر؟ مَن الذي (يغسل دماغها) بأفكار غريبة تُردي؟! يتابعان انتقالها من صخبٍ إلى ركون.. من رخاءٍ إلى زهد.. من فراغٍ إلى انشغال.. مَن الذي قطف وردتنا وأذبلها؟! وهي ترمقهما متأوّهة: سبحان مَن أحياني بعد موات!
حكاية عايشتها ذات خريف.. أزهَرَت أخوّةً راقية أعضّ عليها بالنواجذ.. فلا أروع من أن تكون رفيقاً لإنسان تائب أوّاب.. يدفعك دفعاً لتذكُرَ الله جل وعلا في كل حين.. ولتشكره على نِعمه التي تتتالى.. وبقدر سعادتي بهذه القلوب.. بقدر خوفي عليها ممّن حولها.. فهي تشكو الغربة دون خوار.. وأبشع أنواعها ذاك الذي يصحبك في دارك.. فيصبح أعزّ الناس أبعدَهم عنك.. فلا أنت تستطيع مجاراتهم فيما يريدون.. ولا أنت تستطيع سحبهم إلى حيث أنت.. ويزيد الطين بِلّة حين يعتقدون أن الإسلام هو ذاك الفرض الذي (نمنّ) على الله جل وعلا القيام به.. فماذا تريدون أكثر من الصلاة؟! اكتفينا...! فيقزّمون الدّين ليتحوّل من منهاج حياة كامل إلى طقوس اعتادوا القيام بها دون روح..!
مؤلمٌ أن تكون نفسُك وثّابة توّاقة.. وقيودُهُم تكبّلك وتُقعِدك.. لم يسلم من حصارهم إلا تلك الروح التي تسمو إلى فضاءات عليا..
وحين يبلغ خوف الأهل منتهاه.. يبدأ الصدّ والتكبيل! ويصدر الفرمان بسلسلة الممنوعات ومعها تُباح سلسلة أُخرى من المُغرِيات: أوروبا.. وكأنهم بذلك يستطيعون حصار الفكر وإيقاف النبض! ما درَوا أن مَن ارتقت روحه وسَمَت نفسه ما عاد يجد في (الدنيا) حلاوة.. ولا في مفرداتها طراوة..
ولتكتمل فصول الحكاية.. يتقدّم شاب ملتزم تجد هي فيه نجاتها من الدنيا.. لتعيش معه ما تصبو نفسها إليه.. فيرفض الأهل لأنه ملتزم (زيادةعن اللزوم !!).. ولأنه ليس من المستوى الاجتماعي نفسه! لتعود وتختنق من جديد.. وتتساءل: هل أستسلم للقدر وأنتظر الفرج.. أم أُفهمهم ما لا يريدون فهمه! إنها حياتي واخترت لها الطريق!
وردةٌ هي.. يُسكِرُني جمالُها:
جَمُلَت بالدّين.. ويريدون لها الذبول.. في مستنقع الدنيا الفانية!
قلبي لكِ شدا.. وترنّم!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة