أنت الرقم الصعب!
أنت الرقم الصعب!
هل تريد أن تواجه كلَّ هذا الشرّ وحدك؟!
هل تظن أنك ناجٍ إن غرقَت السفينة وهلك الجميع؟!
هل قلت في نفسك يوماً: لا يضرّني مَنْ ضلَّ إذا اهتديتُ وصُمْتُ وصلّيتُ وانزويت؟
هل تدّعي التفاؤل بحجّة أن المستقبل لهذا الدين - وإن طال الأمد - ثمّ تجلس في غرفتك تقرأ المبشّرات وتتلو أحاديث النصر، وتغلق بابك دون المجتهدين العاملين الذين يتفانَوْن في صناعةِ ما تحلُمُ به أنت؟!
إنْ أجبتَ بنعم، فاسمح لي أن أبشّرك: بأنَّ شيئاً لن يتغيَّر... وستكون أنت على رأس قائمة المسؤولين...
هذا مضمونُ حوارٍ جرى بين عالِم ربّاني مخلص وبين شابٍّ متبرِّم من واقعه، راجٍ تغييره، مُتَمَنٍّ إصلاحَه، في حين أنّه قابع خلف شاشةِ حاسوبه يَحُلّ توازنات العالم بالرياضيات والكيمياء...
أيّها الشاب، أيتها الشابة... إن أردتما أن تكونا رقماً صعباً في حسابِ الآخرين، فعليكما أن تؤمِنا بأنَّ الإسلام ما نزل ليكون علاجاً نظرياً...
فدينُ الله ما جاء لتستأثرا به وتعيشا مطمئنَّيْن في رحابه، ثمّ تنسيا الأهل والإخوان والأقارب يتخبّطون في ظلماتِ الجهلِ والتعاسةِ والشقاء...
بل إنّ إسلامنا العظيم رحمةُ الله لخَلْقه، أيّاً ما كانوا، وأينما سكنوا... وهو جنّته على الأرضِ، مَنْ دخلها فسيدخل جنّة الآخرة...
وهاكما دليلٌ آخر على وجوب انطلاقكمــــا في مواجهــــة «الــــــــــلا أخــــــلاقـــيــــة»: إنّ صرخاتِ المعذّبين في أرجــــــاء المعمــــــورة قــد صدحـــــت، وأنّاتهــم قد دوّت... إنهم يبحثون عن أرواحهم... وهي بين أيديكما... ويفتشوـــــن عن قـلوبهـــم... وهي محجوزة خلف جدران دعوتكما...
حتى علوم الذين استغنَوْا بالعلم واتكلوا عليه ليُسعدهم؛ ها هي تطأطئ رأسها إجلالاً لإعجاز الله في كتابه، مبرهنةً - بالعلم والمنطق - على أنّ العقول إذا اجتهدت وأُعتقت من أسْرِ الماديّة البحتة، فستصل في نهايةِ المطافِ إلى الخالقِ العليم الحكيم...
فماذا تنتظران؟ أَوَيحقُّ لكما بعد هذا أن تنزويا فرِحَيْنِ بتديّنكما، تاركَينِ مسؤولياتكما...؟!
إنّ الناسَ في هذا الكونِ الفسيح هم بمثابة الأصفار، لا يُغيّرون واقعاً، ولا يُصلحون فاسداً، فإذا جاء من يحمل رسالةَ الإسلام – قلباً وقالباً قولاً وعملاً – فوقف إلى يسار تلك الأصفار، تحوّلت إلى ملايين: تؤثّر وتغيّر، وتُحدِث انقلاباً يعيدُ الإنسانَ إلى فطرته...
إذاً، لا مَناص من أن تنضمّا إلى جماعةٍ مسلمة مؤمنة مخلصة، تجمع الشتات، وتلأم الانقسام، وتوحّد الفُرقة، وترفع سلاح الحُجة والبرهان في وجه العاقل والجاهل، وتعلن النفير العام لإنقاذ العالم من بركان الشهوة الثائر، ومن زلزال اللا أخلاقية الهادر...
كما لا بُدّ من التحصّن بالأخلاقِ الكريمة الفاضلة، والتحلّي بالرفق واللطفِ واللين، والدخول على الناس بالشفقة والرحمة... فتلكم أسباب الانجذاب، وهي مفاتيح القلوب وجسور الائتلاف...
أيّها الشباب... إذا أنتم الْتمستم تلك الخطوات، فلا يضرُّكم حينئذٍ مَن ضلّ إذا اهتديتم ودعوتم...
اللهم اهدِ شبابَنا واهدِ بهم إلى سواء السّبيل...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن