حالة طوارئ
احذرالسهم القاتل أن يصيبك!
هنا في ساحة الوغى حيث رحى الحرب مازالت دائرة بين الإيمان والكفر لتفرق بين الحق والباطل، أصيبت فئة بسهام الغوغائية والبعد عن التنظيم والتخطيط والسوء في الأداء والتنفيذ فكان لزامًا نقلهم للعلاج وبأقصى سرعة قبل أن يستفحل الداء ويعم البلاء...
تأهب المسعفون في غرفة الطوارئ لاستقبال المرضى.. لبسوا أقنعة واقية وثيابًا مخصصة وهيؤوا الأجهزة والعدة اللازمة... لحظات ويصلون...
أدخلوا إلى المستشفى والحالة طارئة، أعين فاقدة البصيرة وآذان صماء وقلوب غلف في أجساد تائه.... هم شخص واحد بوجوه مختلفة...
وفي حالة ذهول من الجمع الغفير... أخذت الأسئلة تتناقل بينهم: هل هذا الداء خطير لهذه الدرجة؟؟!! هل هو مرض مهلك مميت؟؟؟!! هل من احتمال للإصابة بالعدوى منه؟؟؟!!
بكت النساء رجالهن، وذرف الأطفال دموعا على آبائهم... وانتحب الكهول... وعم حزن عميق في المكان... والكل يرتقب ويتأمل... وتعالت الأصوات: يا الله الطف بنا وبهم!!!
وفي الحال وصل الفرمان وأعلن في الميدان: أيها الناس احذروا... فقد ظهر في المدينة داء... فالوقاية الوقاية أيها النجباء...!!!
لقد أصاب هؤلاء وأمثالهم داء البعد عن ركب الجماعة المسلمة وخالفوا الاستقامة وتفردوا بآرائهم، ورأي الفرد يصيب ويخطئ وهو من الخطأ أقرب إذا كان التفرد له دينا! بينما تداول الآراء في الجماعة يوسع الآفاق ويقرب من تدارس نوازل الواقع ومعالجة مشاكل الحاضر والتهيؤ لمستقبل زاهر، لذا فرأي الجماعة أقرب إلى الصواب إن لم يكن هو الصواب بعينه!
إن هؤلاء وأمثالهم يحتاجون إلى وصفة إيمانية تنقي أرواحهم وتتطهر نفوسهم وتصحح لهم مسارهم في الحياة ليعودوا إلى فاعليتهم وحياتهم، ليكونوا شوكة في حلق أعدائهم لا عبئا على إخوانهم بأدوائهم، كي يمتلكوا جهازا مناعيا يقيهم ويحميهم من أسلحة الدمار الموجه إلى أفئدة المؤمنين صبح مساء...
ومما توصلت إليه لجنة الأطباء المعاينين لواقع حالهم، أنّ على هؤلاء وأمثالهم:
- تصحيح النية وتوجيه بوصلة الغاية التي من أجلها نزلوا إلى ساحة الوغى وميدان الحرية المزعومة: أليغنموا؟ والمغنم زائل!... أليُذْكروا؟ والذكر لمثلهم باطل!.. أليرى لهم من القوم مكانة؟!والمناصب بين الناس تداول!!!... فلنصغ لما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله!"، فكل ما سوى سبيل الله منقصة ومهلكة ومذمة...
- الحمية عن تناول ما يفسد على القلب حقيقة العبودية لله تعالى وحده دون سواه، فيا لخسرانه ويا لبوار حياته إن لم يكن عبداً لله وحده، ويا لتعاسته التي أخبر عنها النبي المعصوم بقوله: "تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم والخميصة، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش..."
- ترك الهوى واتباع أماني النّفس، فكل متفرد برأيه خاسر مهما كانت ملّته، فذاك أبو سفيان يذم رأي أبي جهل يوم تفرّد برأيه في معركة الفصل بين الكفر والإيمان قائلا: "هذا عمل عمرو بن هشام (يعني أبا جهل)، كره أن يرجع، لأنه ترأس على الناس فبغى، والبغي منقصة وشؤم، إن أصاب محمد النفير ذللنا.."، وكان ذلك حقا بوعد الله. وما تزال الأمة بخير ما عملت بأمر الله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونواعلى الإثم والعدوان"، ولن يأكل الذئبُ من الغنم إلا القاصية، فحذار من الفرقة عن الجماعة المسلمة، حذار!
- اتباع نظام غذائي مصدره الكتاب والسنة وإجماع الأمة، عملا بأمر الله تعالى : "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا"،"وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا"، احذروا مخالفة الأمر أن يصيبكم مثل ما أصاب من تفرق وخالف...
فيا إخوة الإيمان إنما هي همزة فارقة بين تفرد الـ "أنا" و اتحاد "نا "، هي السهم القاتل يصيب قلب الأمة ويستنزف دماءها، فلنتق الله ولنلزم صف الإيمان نساند بعضنا بعضاً وندفع وندافع عن الإسلام بأموالنا وأنفسنا وصدورنا إن أردنا النصر أن يكون نصيبنا...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة