السلفية والسلفيون في مصر - تفريغ لحلقة الشريعة والحياة
تستضيف الحلقة محمد عبد المقصود نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، ليتحدث عن السلفيين في مصر، من هم وما مرجعياتهم؟ وما أفكارهم حول المجتمع والدين والسياسة والدولة؟ ما هي مرجعية رموز السلفية؟ وما هي علاقتهم بمشايخ الخليج عامة ومشايخ السعودية بشكل خاص؟ هل السلفيون في مصر جماعة واحدة أم جماعات متعددة؟
- السلفية وأهم قواعدها وضوابطها
- جدلية العلاقة بين السلفية ومشايخ الخليج
- نقاط الاختلاف بين السلفية
- تحولات التيار السلفي بعد الثورة
- موقف السلفية من الاستفتاء على الدستور
- الديمقراطية في الميزان السلفي
عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا ومرحبا بكم على الهواء مباشرة من القاهرة في حلقة جديدة من برنامج الشريعة والحياة، في مصر ومع كثرة الحديث عن السلفيين من هم السلفيون؟ وما هي مرجعياتهم؟ وما أفكارهم حول المجتمع والدين والسياسة والدولة؟ السلفية والسلفيون في مصر موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة الدكتور محمد عبد المقصود نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وأحد رموز السلفية في مصر، مرحبا بكم فضيلة الشيخ.
محمد عبد المقصود: مرحبا، أهلا وسهلا.
السلفية وأهم قواعدها وضوابطها
عثمان عثمان: السلفية السلفيون أصبح تعبيرا رائجا هذه الأيام في مصر وفي سائر العالم بداية هل من حد يعرف السلفية ويضع ضوابط لمثل هذا التعريف؟
محمد عبد المقصود: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على مبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين أما بعد؛ السلفية هي إتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، فالله عز وجل تعبدنا بكتابه والكتاب دل على حجية السنة، والكتاب والسنة دلا على حجية الإجماع، فالكتاب لا شك في هذا وكذلك السنة قد يقول قائل ولماذا أضفتم في فهم سلف الأمة، فأقول مسائل الشريعة إما أن تكون مجمعا عليها أو مختلفا فيها إن وقع الإجماع على مسألة فلا يحل لمسلم أن يخالف هذا الإجماع قال الله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء:115] ولو تصور أن يخالف الإنسان سبيل جميع المؤمنين إلا إن كانوا قد اتفقت كلمتهم في مسألة على حكم ما.
عثمان عثمان: لكن فضيلة الشيخ نلاحظ الآن أن السلفية أصبحت ربما صفة ملازمة لمجموعة من المسلمين أو لتيار من المسلمين في وقت أن الكل، كل التيارات الإسلامية تدعو إلى العودة إلى أصول الكتاب والسنة يعني سبب هذا التمايز.
محمد عبد المقصود: يعني ليس هذا كما يسمى تفريقا، يعني نحن لا نعتبر السلفية حكرا على المنتسبين إليها بل كل الناس سلفيون في حقيقة الأمر أي إنسان يتبع هذا المنهج الكتاب والسنة ويسأل أهل العلم عن مذاهب السلف الصالح وما إلى ذلك نحن لا نحتكر هذه التسمية لكن الآن نحن صغناها في قالب معضد بالنصوص وأصول الفقه كي يكون الطريق واضحا، يعني مثلا لما نيجي نقول المسائل إما كان وقع عليها إجماع وقد ذكرت حكم هذه المسائل وإما هو مختلف فيها، فإن كان مختلف في مسألة ما على قولين مثلا لم يجز إحداث قول ثالث فيها بعد ذلك لأنه لو فرضنا أن القول الثالث صواب فمعنى هذا أن الأمة أخطأت بأسرها الحق، ناس يقولون مثلا النقاب واجب وناس يقولون النقاب مستحب ثم يأتي بعد ذلك من يقول أن النقاب بدعة، لو كان قوله صحيحا لزم من هذا أن المجتهدين في العصور السالفة كلهم خالفوا واخطئوا الحق، من قال واجب أخطأ الحق ومن قال مستحب أخطأ الحق وهذا خلاف الأدلة التي دلت على حجية الإجماع وأن الأمة لا تجتمع على ضلالة وأنه لا بد من وجود طائفة في كل زمان تحمل الحق حتى لو كانت هذه الطائفة واحدا، روى الإمام مسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَالَفَهُمْ ولا من خذلَهم حِتْى يأتي أمرُ اللهِ وهُم على ذلْك)) فلا يمكن أن يختفي الحق من الأرض بأي مدة من الزمن.
عثمان عثمان: من السلفية فضيلة الشيخ إلى السلفيين في مصر نتابع هذا التقرير الذي أعده زميلنا محمود حسين.
[تقرير مسجل]
محمود حسين: وسط بيئة أزهرية خالصة نشأت الحركة السلفية في مصر كحركة تصحيحية اختلف مؤسسوها مع شيوخ الأزهر حول بعض مسائل العقيدة والإصرار على ما سموه بمواجهة البدع والخرافات والعودة إلى نقاء العقيدة بفهم السلف الصالح علما وعملا، ظلت الحالة السلفية حالة فكرية وثقافية ولم تتحول إلى تيار شعبي إلا في سبعينيات القرن الماضي حيث رفض الشباب السلفي أن يكون جزءا من صراع أراده وأداره الرئيس السادات بين الإخوان واليسار واقتصر دورهم على حماية المجتمع من التداعيات السلبية لسياسات الانفتاح الاقتصادي.
[شريط مسجل]
جمال سلطان/ رئيس تحرير جريدة " المصريون": يعني فترة التحول الاقتصادي والاجتماعي في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي كانت مرحلة قاسية جدا وكان من الممكن أن تحدث عملية انفجار اجتماعي أو صراع طبقي حقيقي أعتقد أن الدعوة السلفية أو التيار السلفي بث معاني أخلاقية وقيمية أعتقد أنها خففت كثيرا من هذه الصراعات الاجتماعية.
محمود حسين: نأت الحركات السلفية بنفسها عن معترك السياسة وتقلباتها وتراوحت أفكارها ما بين الحفاظ على الموروث وعدم التغيير والالتزام بالخط السلفي الوهابي وما بين الاتجاه الجهادي الذي اختار الذهاب إلى ميادين الجهاد للدفاع عن أراضي المسلمين، لكن عواصف ثورة يناير جاءت لتزيل ركام سنوات الانزواء وتشعل جذوة الشباب السلفي فمنهم من فضل الوقوف بجانب النظام السابق خوفا من تدهور العلاقات معه مستندا في ذلك على تفاسير دينية بتحريم الخروج على الحاكم منهم من قرر المشاركة في الثورة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت، ومنهم من انتظم في حركات وائتلافات في ميدان التحرير، لكن تأسيس حزب النور وعدد من الأحزاب السلفية كحزب الفضيلة والأصالة والبناء والتنمية شكل مرحلة سلفية جديدة.
[شريط مسجل]
جمال زهران/أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس: طبعا هم موجودون في الشارع أكثر من الإخوان لأنهم مسيطرين على كل مساجد مصر يعني 90% من مساجد مصر تحت سيطرتهم، مش سيطرة سلطوية سيطرة دينية وروحية.
محمود حسين: بعد الثورة كانت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أول الكيانات السلفية المنظمة التي سعت إلى جمع علماء الأزهر بعلماء الدعوة السلفية في كيان واحد في سياق الدفاع عن هوية مصر الإسلامية والمادة الثانية من الدستور. تُنتقد الحركة السلفية بأنها وظفت من قبل جماعة الإخوان المسلمين لخدمة مشروعها السياسي، كما أن ثمة مخاوف مجتمعية من أن يؤدي تشدد بعض المنتمين إلى لتيار السلفي إلى التأثير سلبا في الواقع الاجتماعي والثقافي في مصر إضافة إلى المخاوف الإقليمية والدولية من اتساع نفوذ بعض الجماعات التكفيرية التي تحمل السلاح وما يمكن أن يسببه ذلك من مخاطر على مستقبل الحركة، كما أن الانشقاقات داخل التيار السلفي على خلفية أزمات سياسية تثير المخاوف من تأثير ذلك على طاهرة الفكرة السلفية. محمود حسين، الجزيرة، القاهرة.
[نهاية التقرير]
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ التقرير الآن شرح الحالة السلفية بشكل عام في مصر، لو أردنا أن نتحدث عن رموز لهذه السلفية في مصر هل يمكن إحصاءهم أو تعدادهم؟
محمد عبد المقصود: أنا لا أعرف لهم إحصاء لكن التيار السلفي يشمل الدعوة السلفية في الإسكندرية وأنصار السنة في القاهرة والجمعية الشرعية الرئيسية وكذلك مجموعة كبيرة من مشايخ السلفيين في القاهرة وفي شتى المحافظات يعني أم تقصد أسماء معينة، أسماء معينة طبعا معروفة وتكاد أن تكون معروفة لدى الجميع اللي هي بارزة: أبو إسحاق الحويني، الشيخ محمد حسان، الشيخ محمد حسين يعقوب، الأستاذ الدكتور عبد الله شاكر رئيس جماعة أنصار السنة يعني عدد كبير..
عثمان عثمان: دكتور محمد عبد المقصود.
محمد عبد المقصود: محمد عبد المقصود.
عثمان عثمان: لو أردنا أن نسأل عن تكوين هؤلاء الرموز علميا؟
محمد عبد المقصود: تكوينهم علميا، والله هؤلاء الرموز منهم من تخرج من كليات دينية كانت دراسته دينية وتخرج من الكليات الدينية الأزهرية مثلا الجماعة الإسلامية في المدينة المنورة وما إلى ذلك، لكن الكثير منهم يعني اجتهدوا في تعلم أمور الدين من غير أن ينتظموا في كلية من كليات الشرعية، الكليات الدينية، وأنا واحد منهم..
عثمان عثمان: يعني هذه ظاهرة أن معظمهم جاء من خارج التخصص الشرعي الرسمي، كيف نفسر هذه الظاهرة؟
محمد عبد المقصود: هذا لأننا اعتبرناه تخصصا ونسعى أن نقول أن النجار يتكلم في النجارة والطبيب يتكلم في الطب كأنها صارت حرفة، لكن هذا دين رب العالمين سبحانه وتعالى وأن كانت لدي قصة اكتشفت أن الجهل بأمور الدين قد يوقعني في طوام كبيرة كما رأيت من الناس الذين ينتمون لطبقة من المثقفين أساتذة الجامعات ومراكز البحوث وما إلى ذلك، فأنا عن نفسي أجلت دراسة الدكتوراه بعد أن كنت قد شرعت فيها فاعتذرت عن الدكتوراه وكانت في جامعة القاهرة، ومكثت ست سنوات أعكف على دراسة الأمور الشرعية لأن هذا ديني المفروض أن أعرفه، هذا ديني، فهذا ليس حرفة ولذلك تجد من الرموز السلفية يعني خريج كلية الإعلام وخريج كلية الهندسة الشيخ فوزي السعيد راجل مهندس كهرباء أنا خريج كلية الزراعة وأعمل..
عثمان عثمان: يعني إذن هذا العلم هو ليس حرفة هو تخصص وهذا التخصص أليس بحاجة إلى مرجعية إلى مناهج تعليم معينة؟
محمد عبد المقصود: بلى أريد أن أقول أن من طرق تلقي العلم الواجدة، الواجدة شريطة العلم دليل صحيح وكيفية استدلال صحيحة من أراد أن يقول أنتم لم تتعلموا في كليات دينية وما إلى ذلك فعلومكم غير موثوق بها إحنا كلامنا صار الآن على الفضائيات قبل ذلك كان على الانترنت، اللي عنده اعتراض أو يستشعر أن هذه الأمور عندنا مناهج خطأ أو إلى ذلك يأتي بالبينة، إحنا ذهبنا إلى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة وأيد هذه الطريقة لأن هذه الطريقة معترف بها عند الجمهور المحدثين أو غيرهم الوجداة لنا كتاب مثلا منسوب للإمام البخاري رحمه الله وهذا الكتاب يوثق في النسبة إلى البخاري خلاص، أقرأ هذا الكتاب شرحي لهذا الكتاب منسوب إلى الحافظ بن حجر العسقلاني رحمه الله خلاص، إذا لم أقرأ هذا الشرح يبقى كأنني تحملت عن الحافظ بن حجر..
عثمان عثمان: لكن هذه الوسيلة للتلقي ماذا عن الفهم؟
محمد عبد المقصود: ما هو الفهم دا يحتاج إلى الآلة الشرعية، الآلات، علوم الآلة: النحو، أصول الفقه، مصطلح الحديث، التملص في كتب الفقه، ولاسيما في كتب فقه المقارنة، لننظر كيفية تطبيق هذه القواعد الأصولية وكذلك القواعد الفقهية على المسائل تطبيقا عمليا من العلماء ودا يأتي بكثرة الاطلاع والاجتهاد في هذا الباب.
جدلية العلاقة بين السلفية ومشايخ الخليج
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ لو عدنا إلى الرموز السلفية في مصر يعني ما هي مرجعيتهم ما هي علاقتهم بمشايخ الخليج عامة ومشايخ السعودية بشكل خاص؟
محمد عبد المقصود: والله في الحقيقة إن السلفية في مصر كانت قد بدأت مع انتشار الطلاب الذين يطلبون علم الحديث، وكان في ذات الوقت كانت المرجعية علماء المملكة السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز تحديدا رحمه الله الشيخ بن باز تحديدا والشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله عليهم ثم بعد ذلك لما انتشر علم الحديث وكثر طلابه تحولت المرجعية إلى الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله رحمة واسعة لكن الشيخ الألباني نفسه وأنا كنت ذكرت هذا في حوار مع صحيفة الأهرام لكن غيروا الحوار قلت أن الشيخ الألباني كان يثني على الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله والشيخ محمد عبده على ما عندهما من أمور، ما فيش إنسان إلا له وعليه، لكن الشيخ محمد رشيد رضا هو الذي يسلك المسلك السلفي مثل الشيخ الألباني رحمه الله قال وأفدت منه كثيرا عن طريق الكتاب اللي المجلة، مجلة اللي راحت من ذهني الآن..
عثمان عثمان: مجلة المنار.
محمد عبد المقصود: المنار، نعم، ما هي عندي كلها في..
عثمان عثمان: إذن العلاقة مع مشايخ السعودية هي علاقة تلقي علم ومنهج وليس لها أبعاد أخرى..
محمد عبد المقصود: لا لا ما لهاش أبعاد أخرى لأن هذا لم يكن موقوفا أو حكرا على علماء السعودية فقط كما ذكرت لك العلامة الألباني رحمه الله، العلامة الكبير الأستاذ الشيخ أحمد محمد شاكر الذي كان يعمل في قضاء الشرعية في مصر وهذا من المحدثين البارعين وله أيادي بيضاء في التعليق يعني مثلا في التحقيق كتاب الرسالة للشافعي رحمه الله وسنن الترمذي ومستند أحمد وغيرها من الكتب فدول كانوا خليط فما فيش واحد يعني إحنا نمشي وراء كلامه لا نخرج عنه، لا.
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ بالنسبة للتيار السلفي في مصر هل السلفيون هم جماعة واحدة أم جماعات متعددة؟
محمد عبد المقصود: السلفيون ليسوا جماعات أصلا لكن يعني مجموعة من السلفيين والذين أطلقوا على أنفسهم الدعوة السلفية في الإسكندرية كأنهم عملوا جماعة لها قائد لكن غير كده ما فيش في السلفيين أي جماعات.
عثمان عثمان: ما مدى التنسيق بين هذه المجموعات أو الجمعيات التي تتحدثون عنها؟
محمد عبد المقصود: نجتهد بقدر المستطاع لكن لا شك أن التحزب يعمل عمله، ويؤثر تأثيرا ربما كان ضارا بعض الشيء سواء كان الضرر قليلا أو كثيرا في مسألة التنسيق والتحاور والتآلف وما إلى ذلك.
نقاط الاختلاف بين السلفية
عثمان عثمان: ما هي أهم الاختلافات بين السلفيين أو الجمعيات السلفية في مصر؟
محمد عبد المقصود: ما ذكرته لك أنه ليس هناك جماعات سلفية في مصر إن قصدت جماعة أنصار السنة المحمدية بينها وبين..
عثمان عثمان: بس فقط مسألة التحزب التي تتحدثون عنها.
محمد عبد المقصود: مسألة التحزب نعم.
عثمان عثمان: إذا ما يطرح الآن على الساحة المصرية بشكل عام في موضوع الحكم في موضوع الدولة في موضوع السياسة في موضوع المجتمع هناك وحدة رأي طبعا هذه المسائل نناقشها في مرحلة لاحقة لكن بشكل عام هل هناك توافق تجاه هذه القضايا؟
محمد عبد المقصود: لا لا طبعا هناك طائفة من السلفيين يرفضون المشاركة في العمل السياسي سواء الانتخابات أو الاستفتاء أو ما إلى ذلك أو مشاركة في البرلمان يعني سواء بأن يرشح نفسه أو ينتخب من رشح نفسه هؤلاء يرفضون هذا الأمر، ويقولون أنكم أنتم ترفضونه في الماضي فما بالكم تقبلونه الآن؟
عثمان عثمان: ما رفضتموه في الماضي وتقبلونه الآن سنناقشه ولكن بعد أن نأخذ الدكتور كمال إمام، السلام عليكم دكتور.
محمد كمال إمام/ أستاذ الشريعة في كلية الحقوق- جامعة الإسكندرية: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عثمان عثمان: كيف تصورون الحالة السلفية في مصر كيف تقرؤون التحولات التي جاءت في سؤالنا إلى فضيلة الدكتور منذ قليل؟
محمد كمال إمام: بداية بسم الله الرحمن الرحيم وتحيتي إلى ضيفك الكريم الأستاذ محمد عبد المقصود باعتقادي أن السلفية بمصر سلفيات بمعنى أننا لا نستطيع أن نقول أن هناك سلفية واحدة لها اتجاه واحد ولها منظور واحد نعم الجميع بينهم خطوط تلاقي ولكن أنا أصنفها بشكل عام سواء في مصر أو في العالم العربي، أنا أصنفها إلى سلفية مروضة ظلت تعيش في ظل إطار نظام الحكم الذي كان قائما وتمددت في الساحة الاجتماعية من خلال عمل اجتماعي وعمل أخلاقي وهي بذلك أوجبت لها قاعدة جماهيرية في العديد من البلاد في مصر، وهناك سلفية أخرى يمكن أن نطلق عليها السلفية المعارضة التي حاولت أن تأخذ جزءا من الثورة وتتكئ على بعض الاتجاهات التي وجدت في تأييد النظام الحالي ودخلت معه في العملية السياسية وربما هذا يمثل تحولا كبيرا لأنهم كانوا يرون أن الانتخابات والنظر إلى العمل السياسي ليس من الأمور التي يهتم بها السلفيون لكن الآن دخلوا إلى المعترك السياسي والمعترك السياسي له مثالبه وله أيضا مزاياه والتي أنا أعتقد..
عثمان عثمان: النوع الثالث دكتور.
محمد كمال إمام: نعم.
عثمان عثمان: هل هناك نوع ثالث للسلفية في مصر؟
محمد كمال إمام: السلفية الرافضة التي اشتغلت بالخروج كما قلنا أو الهجرة عن المجتمع وتمددت في بعض البلاد العربية والإسلامية ووصلت إلى أفغانستان وهذا لون معين من السلفية أيضا نستطيع أن نقول أن له خصائص مستقلة وله ملامح خاصة، ولكن يجمع هؤلاء جميعا كما أشار فضيلة الشيخ محمد عبد المقصود في البداية أنهم يقولون بالعودة إلى بالعودة إلى السلف الأول لكن هذه العودة اختلفت مناهجها لا يستطيع أي مسلم أن يقول أنه لا يعود إلى السلف الأول لا يستطيع أن يقول أنه لا يعود إلى القرآن والسنة ولكن المناهج التي عادوا بها إلى قراءة القرآن والسنة فيها نوع من التشدد في حقيقة الأمر وهذه سمة عامة في كل أنواع السلفية سواء كانت السلفية المروضة أو السلفية الرافضة أو السلفية المعارضة لكن كلها تصب في..
عثمان عثمان: دكتور ذكرتم في الصورة الثانية السلفية المعارضة أنهم كان عندهم تحول من اتجاه إلى اتجاه آخر كيف تقرؤون هذا التحول بالذات؟
محمد كمال إمام: أنا أقرأ بأن هذا التحول ليس إيجابيا بالنسبة للاتجاه السلفي لأننا نرى الآن التعارض الشديد الذي يبدو على السطح بين رموز سلفية مختلفة وينتقلون من حزب إلى حزب ومن اتجاه إلى اتجاه في تأسيس رؤى جديدة تستطيع أن تواكب العمل السياسي وأن تتحرك في الأرضية السياسية لكي تكسب كراسي في الحكم أو في المجالس التشريعية، وهذه تحتاج ليس فقط إلى رؤية قديمة وإنما تحتاج إلى رؤية جديدة مؤصلة طبق أصول الفقه مؤصلة وفق أصول العقيدة وأنا أقول أن التوغل في هذا الاتجاه من جانب السلفية في مصر ربما يعني يجعلها تدخل في مأزق، هذا المأزق يتعلق بالمقارنة بين رؤاها القديمة ورؤاها التي تفرض نفسها الآن على الساحة السياسية وهي مطالبة بأن تتقولب مع الساحة السياسية وهذا جزء قد يضر..
عثمان عثمان: إذن أنتم ترون دكتور أن التحول ليس إيجابيا على الساحة السلفية لكن ماذا بالنسبة للساحة المصرية؟
محمد كمال إمام: إحنا نقيس الساحة المصرية الإيجابي فيها والسلبي في مدى قدرته على تحقيق مصالح مصر نحن لا نستطيع أن نقول أن هناك تيار واحد ينبغي أن يمثل مصر كل الفصائل الفكرية والسياسية من حقها أن تدخل إلى الساحة السياسية وأن تقدم رؤاها وأن تستحث جماهيرها على انتخابها ولكن قدر ما تحقق هذه الجماعات وهذه التيارات الواقع المصري والمصالح المصرية وتحميها داخليا وخارجيا يكون هذا إيجابيا، أما إذا لم يتوافقوا على ما هو الصالح المصري فاعتقد أن هذا سيكون خصما من رصيد التيارات الإسلامية وليس إضافة إلى رصيدها في العمل السياسي.
عثمان عثمان: شكرا الدكتور كمال إمام كنت معنا من القاهرة لم تستطع أن تسمع شيئا.
محمد عبد المقصود: أنا لم استطع أن أسمع شيئا.
عثمان عثمان: نعم لذلك أنا سأحاول أن ألخص بشكل موجز لأنقل لك رؤيته هو يرى أن ليس هناك سلفية واحدة في مصر، هناك سلفيات في مصر ليس لها منظور واحد هناك خطوط تلاقي بطبيعة الحال يتحدث عن سلفية مروضة تعيش في إطار الحكم القائم تتعاون مع كل حكم قائم، هناك سلفية معارضة والتي سارت في الثورة وتحولت من مكان إلى آخر ومن اتجاه إلى آخر، وهناك سلفية الرافضة التي تبنت الخروج على كل شيء وهجرت المجتمع يجمعهم العودة إلى الكتاب والسنة يرى أن في منهجهم بعض التشدد رغم تلقيهم عن الكتاب والسنة.
محمد عبد المقصود: السلفيون جميعا.
عثمان عثمان: هو يتحدث بشكل عام هناك بعض التشدد في الأخذ من الكتاب والسنة يعني بشكل عام هذا ما لخصه الدكتور أسمع الإجابة إن شاء الله وردكم على ما قاله الدكتور إمام لكن بعد أن نذهب إلى فاصل قصير، فابقوا معنا مشاهدينا الكرام نعود إليكم بإذن الله بعد الفاصل.
عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام أهلا ومرحبا بكم من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة والتي تأتيكم مباشرة من القاهرة نتحدث فيها عن السلفية والسلفيين في مصر مع فضيلة الدكتور محمد عبد المقصود نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وأحد الرموز السلفية في مصر، حاولت دكتور أعرف أنك لم تسمع ما قاله الدكتور كمال إمام.
محمد عبد المقصود: ولا حرف لم أسمع ولا حرف.
عثمان عثمان: ولكن حاولت أن ألخص لك واعتقد أنني كنت أمينا إلى حد كبير في نقل الصورة.
محمد عبد المقصود: بارك الله فيك.
عثمان عثمان: هو يتحدث عن سلفيات في مصر وليس سلفية واحدة.
محمد عبد المقصود: هي سلفيات واحدة باعتبار المنهج لكن كونهم يختلفون في مسائل ليس هذا دليلا على أن السلفيين أنواع السلفيين، أنت سألتني عن المنهج السلفي وأنا ذكرت المنهج السلفي الكل كل المختلفين ينتمون إلى هذا المنهج ولكن يبقى اختلاف في فهم المسائل، مسألة أن السلفيين يتشددون هذا كلام نسبي تشدد يعني قد يقول قائل أنتم تتشددون وأنا أقول له أنتم تتساهلون وتفرقون لابد من البيان لكن إلقاء الكلام على عواهنه نحن لا نقبله بفضل الله عز وجل التشدد في الحق هذا أمر مطلوب لكن التشدد المذموم هو أن تخرج المسألة عن رتبها الشرعية إلى رتبة أعلى منها أو أن تهبط بها إن هبطت بها إلى رتبة أقل يبقى ده التفريط فأنا لا أدري ما معنى كلمة المتشددين؟
عثمان عثمان: هو ربما يدعو إلى رؤية جديدة للحالة السلفية تستند إلى مقاصد الشريعة وقواعد فقهية جديدة؟
محمد عبد المقصود: نحن نراعي مقاصد الشريعة والقاعدة الفقهية نحن لا نحب أن يكون الكلام نظريا نحن نراعي مقاصد الشريعة ونراعي القواعد الفقهية ونراعي الواقع والمآلات والمصالح والمفاسد وما إلى ذلك..
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور ذكرتم أن هناك تحولا حصل في رؤية السلفيين لكثير من القضايا المطروحة الآن على الساحة ما قبل الثورة كان هناك رؤى معينة ما بعد الثورة أصبح هناك رؤى جديدة وأفكار جديدة وإستراتيجيات جديدة إلى ما تعزون هذا التحول؟
محمد عبد المقصود: عفوا أنا أريد فقط أن أقول لماذا يحجر على أي فصيل من الفصائل من أن يشارك في العمل السياسي يعني الدكتور تفضل قائلا إن هؤلاء أثروا تأثيرا سلبيا بمشاركتهم في العمل السياسي.
عثمان عثمان: لأ هو لم يقل هذا الكلام قال أن هناك ما حصل من هذه الأقسام الثلاثة مروضة معارضة رافضة هناك بعض هذه الصور السلفية تغيرت هو يقول ربما أثرت سلبا على المحيط السلفي على الساحة السلفية على وحدة الصف السلفي وليس على الساحة المصرية يرى أن هذا التحول إيجابي لمصلحة الساحة المصرية.
محمد عبد المقصود: لكن أنا أريد أن أسأل إلى أي الفصائل أو إلى أي قسم أنتمي أنا عند الدكتور.
عثمان عثمان: لا نريد أن ندخل في أخذ ورد حول هذا الموضوع نريد أن ندخل إلى صلب الموضوع دكتور هل هذه التحولات
محمد عبد المقصود: أنا أفعل هذا لأنني لم أسمع شيء من هذه المداخلة نهائيا وإلا كنت ناقشت في ساعتها.
تحولات التيار السلفي بعد الثورة
عثمان عثمان: نعم بارك الله فيكم هذا التحول الذي حصل عند بعض الحالات السلفية إلى ما تعزون هذا الأمر موضوع المشاركة السياسية موضوع النظرة إلى الدولة إلى بعض المصطلحات كالديمقراطية إلى غيرها كان قبل الثورة هناك رؤية معينة وهناك عقيدة معينة أو أحكام فقهية معينة وبعد الثورة تحولت يعني أسباب هذا التحول؟
محمد عبد المقصود: أنا أقول وبالله التوفيق السلفيون لم يحرموا العمل السياسي بإطلاق لأن نحن كلمة لماذا شارك السلفيون في السياسة هذا يوحي بأن السياسة منفصلة عن الدين وهذه دعوة للعلمانيين ونحن نرفضها لأن السياسة إن كانت هي استخدام القواعد المثلى لإدارة الأمر واستخراج أحسن ما فيه فالشريعة الإسلامية جاءت مهيمنة على كل شيء وقال الله تعالى: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ}[الأنعام:36] {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً}[الأنعام:114] أما الاجتهادات التي حدثت بعد ذلك فهذا أمر متصور أنه عندما تقع واقعة من الوقائع يجتهد الناس في هذه الواقعة واستخراج الأحكام الملائمة لها ويحضرني هنا قول أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله ((تتجدد الناس أحكام بقدر ما أحدثوا)) كلما أحدث الناس أمورا جدية يبقى لابد إلى الاجتهاد لمعرفة الحكم الشرعي لهذا لهذه الأمور الجديدة كنا نقول لا يجوز أبدا أن نشارك في الانتخابات أن نشارك في الانتخابات التشريعية لكن هذا لأن المادة الثانية من الدستور كانت مجرد ديكور والذين..
عثمان عثمان: هي التي تقول بأن الشريعة هي مرجع الأحكام في الدستور.
محمد عبد المقصود: وغيروها إلى مبادئ الشريعة في الماضي مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وكانت هذه المادة موضوعة كديكور والذين شاركوا من التيار الإسلامي من جماعة الإخوان تحديدا في المجلس التشريعي لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا لكنني سمعت فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله يقول أنه لابد من المشاركة سمعته..
عثمان عثمان: عندما نتحدث عن أن الدين هو شامل لكل قضايا الحياة ومنها السياسة وهذا ما يعتقده السلفيون في مصر وفي غير مصر وعامة المسلمين لكن لو سألنا عن الممارسة العملية للسياسة من قبل السلفيين في مصر قبل الثورة كيف تجلت؟
محمد عبد المقصود: قبل الثورة قبل الثورة كانوا ممنوعين أنا تمنعت 13 سنة كان يسلموا علي يقبضون علي ويتعرض للتنكيل آه والله نحن كنا محاصرين وكنا مهددين مستباحين أي رائد أمن دولة في أي منطقة من المناطق هو الحاكم بأمره حتى لو كان سكان هذه المنطقة من الوزراء وما إلى ذلك هو المتصرف يستطيع أن يلقي بواحد منا في السجن لمدة عشرين عاما خمسة عشر عاما.
عثمان عثمان: لكن لاحظنا فضيلة الشيخ كان هناك البعض ممن يحسب عل الحالة السلفية في مصر يدافع عن نظام الحكم الذي كان موجودا نظام حكم مبارك ويراه أنه ولي للأمر ولا يجوز الخروج عليه هل تعتبر هذه الأطراف استثنائية في الحالة السلفية المصرية؟
محمد عبد المقصود: نعم أوساط استثنائية هناك من اعتبروه وليا للأمر وهذه خطيئة لا أقول خطأ هذه خطيئة أن الطواغيت التي أمرنا أن نكفر بها وأن نخرج عليها نجعلهم أولياء للأمور يجب علينا أن نطيعهم، وأنا كنت أهاجم هذا الأمر وأهاجم منه ولا زلت إلا الآن أهاجم منه، وهناك فصيل آخر سمحوا له بمساحة من الدعوى فلما قامت الثورة خشي هذا الفصيل أن تكون كسابقتها مظاهرة كالمظاهرات التي سبقتها فلو أنهم شاركوا لأضاعوا هذه المساحة لكن لما تحولت وتيقنوا أنها تحولت إلى ثورة نزلوا إلى ميدان التحرير وشاركوا وهناك من شارك من البداية.
عثمان عثمان: ذكرنا أن هناك تحول حصل لكن البعض يأخذ الآن على السلفيين غلبة التسيس بعيدا عما كانوا يمارسونه قبل الثورة، هناك الآن نتحدث عن أحزاب تشكيلات أحزاب جديدة ممارسة العمل السياسي بشكل كبير ربما طغت إلى حد ما على العمل الدعوي العمل الفقهي العمل التعليمي العلمي كيف ترون الأمر؟
محمد عبد المقصود: والله أنا أرى أن هناك ما يسمى بواجب الوقت فلو أنني عند دخول رمضان كلمت الناس في أحكام الحج لكان هذا خطأ فادحا أو عند دخول الحج كلمت الناس في صيام رمضان هذا خطأ، المفروض أن لكل مقام مقال ولكل حادثة حديث، فلما نيجي لما الآن نحن نشكل ملامح الدولة الجديدة نترك هذا الأمر للعلمانيين الناس جميعا رأوا كيف أن العلمانيين يريدون إقصاء الدين هم والنصارى يريدون إقصاء الدين عن حياتنا ونحن بلد مسلم وشعب مسلم يقول لك أنتم ضامنين الأغلبية، المفروض أغلبية الشعب هي التي تقرر، فلو أننا تركنا هذا الأمر وجلسنا في المساجد نعلم الناس الوضوء والصلاة وما إلى ذلك لكان هذا خطأ فادحا نحاسب عليه من الله عز وجل ويحضرني هنا حديث رواه الإمام مسلم عن نعمان ابن بشير رضي الله عنه قال: ((قال رجل لا أبالي أن لا أعمل عمل بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام، وقال آخر ما أبالي أن أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحجيج، وقال ثالث الجهاد أفضل مما قلتم لو كان ذلك في يوم جمعة، فقال لهم عمر لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن انتظروا إذا فرغ من الصلاة دخلنا عليه فسألناه)) فنزل قول الله تعالى {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ}[التوبة:19] لا يستوون، فنحن المفروض في هذه المرحلة نشارك ونشارك بقوة نحن بقالنا نتكلم سنوات وسنوات في الرقاق وفي الأخلاق وفي الصلاة وفي الوضوء وفي الطهارة وفي المياه والحج وما إلى ذلك لما يأتي المشهد الآن ومع ذلك منعنا من تسط الطواغيت علينا منعونا من هذا فلما يأتي الوقت الذي تشكل فيه ملامح الدولة من ننسحب إلى المساجد هذه..
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ يعني يلاحظ أن الآن في الساحة المصرية تعدد للأحزاب السياسية المحسوبة على الحالة السلفية، هناك انسحابات من حزب النور واتجاه لتشكيل حزب الوطن هل مثل هذه الحالة تؤثر على الصورة السلفية، هل تأتي في إطار التنوع الذي لا يؤثر على الصورة العامة يأتي في إطار التفرق المذموم؟
محمد عبد المقصود: والله أنا أرى أن هذه ظاهرة صحية نحن في بدايات ممارسة العمل السياسي لا شك أن الشيخ في المسجد مع طلابه بخلاف الشيخ في السياسة مع العاملين معه فالذي لا يستطيع أن يفرق بين الأمرين هذا هو الذي تنشأ عنه المشاكل ففي حالات من التمحيص وفي تصفية وفي تربية عملية تحت وطأة الظروف والواقع الذي نعيش فيه، وأنا سمعت من الأستاذ نادر بكار بالأمس يقول والله هذه ظاهرة هذه ضريبة الحرية ضريبة الديمقراطية وما إلى ذلك خلاص، إذا كان الناس لا يستطيعون أن يمارسوا العمل السياسي من خلال هيكل هرمي معين ينتهي عند القمة دا فيه نوع من المركزية الصرفة وهم لا يتحملون هذا لأن هذا يقتل المواهب فإذا انسحبوا وكونوا حزبا آخر فلا بأس، لكن دون أن يتنازعوا دون أن يتنابذوا ويحضرني هنا القول الذي ساقه الحافظ ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[آل عمران:105] قال أهل رحمة الله أهل الجماعة وإن تفرقت بهم البلدان وافترقت أبدانهم وأهل سخط الله وقال أهل المعاصي هم أهل الفرقة وإن اجتمعوا في بلد واحد واجتمعوا بأبدانهم، فهي مسألة إن نحن والله عز وجل يعني شهد هذا من كتاب الله تعالى قوله تعالى عن أهل الكتاب {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى}[الحشر:14] فنحن المفروض فعلا من خلال ممارستنا أن تكون أعيننا جميعا على المصلحة العليا للبلاد وللإسلام.
موقف السلفية من الاستفتاء على الدستور
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ يعني هناك للأسف الشديد الوقت دائما يسرع وهناك قضايا يجب أن نناقشها ونعرف وجهة نظركم فيها هناك قضايا الآن مطروحة موضوع الديمقراطية موضوع الاستفتاء على الدستور موضوع الاستفتاء على تطبيق الشريعة هذه المفاصل الأساسية كيف ترونها وكيف تنظرون إليها؟
محمد عبد المقصود: أقول وبالله التوفيق الاستفتاء على الدستور لم يحدث استفتاء على تطبيق الشريعة وما يدل على هذا أن الليبراليين الآن يقولون نحن نريد حكم الشريعة تحكيم الشريعة لكننا لا نريد حكم الإخوان، يقولون هذا علنا فإذن هذا الاستفتاء لم يكن على الشريعة، هذا الاستفتاء كان على الدستور الموضوع لتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وبين فصائل الشعب وبعضها البعض وبين سلطاتها الثلاثة، طيب الاستفتاء ده يا إما أشارك فيه وأقول نعم وإما أن أشارك فيه وأقول لا وإما أن لا أشارك ده في دليل الاستقراء هل هناك قسم رابع لا يوجد قسم رابع إما أن أشارك وأقول نعم أو لا أو لا شأش.. أشارك.
عثمان عثمان: لكن هناك جمعة الشريعة والشرعية نظمت لها مظاهرات.
محمد عبد المقصود: جمعة الشرعية والشريعة كانت جمعة الشرعية الهدف منها أن غالبية الشعب انتخبت انتخابا حرا لأول مرة في تاريخ مصر من عهد الفراعنة ولا أظن أن كان يوجد في عهد الفراعنة استفتاءات لأول مرة في تاريخ مصر يختار رئيس جمهورية في انتخابات حرة بإرادة شعبية صحيحة 100% هذه الغالبية التي اختارت الرئيس مرسي هل يقبل من أي فصيل آخر يمثل كيانا ضئيلا في المجتمع أن يعتدي على إرادة الشعب، هذا مسلك خطير لأننا نحن أي جماعة من الجماعات اللي يقول توافق التوافق هذا لابد أن يكون في ماذا؟ يكون في المرجعية نحن إما نتفق مع بعضنا البعض وإما نختلف لو استطعنا أن نحدد المرجعية نرد إليها عند وقوع الاختلاف يبقى هنا التوافق.
عثمان عثمان: فضيلة الشيخ البعض يرى أنه..
محمد عبد المقصود: لكن التوافق معلش ليس التوافق أن أترك قولي لقوله هذا لا يسمى توافق أبدا هذا يسمى استبداد..
الديمقراطية في الميزان السلفي
عثمان عثمان: البعض يرى أنه يمكن للسلفيين أو حتى الإسلاميين بشكل عام أن يعبروا من الديمقراطية إلى مرحلة الاستبداد السياسي باسم الدين؟
محمد عبد المقصود: هذا لا يمكن أن يحدث على ظهر الأرض الآن لأن هذا سيكون انقلابا على الدستور ومصر يعيش فيها ليس السلفيين فقط أو ليس التيار الإسلامي فقط هو الذي يعيش في مصر ما دمنا اتفقنا على قواعد اللعبة وننتقدهم لأنهم أرادوا أن يتخطوها ويتعدوها فكذلك نحن ينبغي أن نلتزم بها لم يقول أحد هذا أبدا كل هذه ألغام يضعونها أمام التيار الإسلامي، لكن لا حقيقة لها، مسألة الديمقراطية هذه نحن فقط المصطلحات مثلما يقول فقهاءنا الكرام لا مشاحة في الاصطلاح سمي أي تسمية كما تشاء لكن قل لي ما هو مرادك من هذه التسمية؟ التمس الديمقراطية كعقيدة حكم الشعب نفسه بنفسه وما إلا ذلك حتى لو كان مخا
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن