التسامح
من أهم القيم الإنسانية التي تلزمنا للعيش بها التسامح، وهي كلمه تقضي بنبذ التطرف أو ملاحقة كل من يعتقد أو يتصرف بطريقة مخالفة قد لا يوافق عليها المرء. وحث عليها الإسلام كونها فضيلة أخلاقية، وضرورة مجتمعية.
وفي بداية حديثنا دعونا نستمع لأحداث هذه القصة والتي بدأت عندما كان صديقان يمشيان في الصحراء، خلال الرحلة تجادل الصديقان فضرب أحدهما الآخر على وجهه، الرجل الذي انضرب على وجهه تألم ولكنه دون أن ينطق بكلمة واحدة كتب على الرمال: اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي استمر الصديقان في مشيهما إلى إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا، الرجل الذي انضرب على وجهه علقت قدمه في الرمال المتحركة و بدأ في الغرق، و لكن صديقة أمسكه وأنقذه من الغرق وبعد أن نجا الصديق من الموت قام وكتب على قطعة من الصخر: اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي، الصديق الذي ضرب صديقه و أنقده من الموت سأله: لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال والآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة؟ فأجاب صديقه: عندما يؤذينا أحد علينا أن نكتب ما فعله على الرمال حيث عندما تهب رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها وتزيل أثرها، وعندما يصنع أحد معنا معروفاً فعلينا أن نكتب ما فعل معنا على الصخر حتى يبقى ويدوم أثره..
وهنا تظهر أهمية التسامح على المستوى الشخصي في أن يسامح الفرد نفسه على أخطائه الماضية ويكف عن لوم ذاته وجلدها والتسامح مع الآخرين وأهم من علينا مسامحتهم والدينا، فقد يكون بعضنا قد تأذى من أحد والديه، فقد حان الوقت للتسامح والتصالح معهم وتأكد أن ما فعلوه كان أفضل ما يمكن فعله برأيهم، وسامح كل من أساء لك من أحياء وأموات.
وتأكد أنك المستفيد الأول من ذلك فقد أكدت دراسة أمريكة حول التسامح أن الصفح والتسامح يقلّل ضغط الدم ويخفف القلق والتوتر في حياتك.
ولك أن تسأل كيف أكون متسامحا؟
إستراتجية التسامح:
- أخلص النية لله .
- قرر أن تكون متسامحا
- سامح نفسك ولا تلمها على ما فات
- غير نظرتك للناس والتمس العذر للآخرين وخاطب الناس على قدر عقولهم.
وفي رسول الله لنا قدوة.
فعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه غزا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قبل نجد فلما قفل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قفل معهم فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تحت سمرة فعلق بها سيفه، ونمنا نومة فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يدعونا وإذا عنده أعرابي فقال: إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا قال: من يمنعك مني؟ قلت: اللَّه ثلاثا، ولم يعاقبه وجلس. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعفو الرسول صلى الله عليه وسلم عن كفار قريش بعد فتح مكة والأمثلة كثيرة جدا لا يمكن ذكرها هنا، لكن تخيلوا معي كيف ستكون نفوسنا وراحة قلوبنا لو عفونا وتسامحنا و علاقاتنا وكيف ستكون أمتنا حيث تجمعنا قيم إسلامية وننطلق نحو غاية واحدة وهي رضا الله وعفوه .
حان وقت التسامح أرح نفسك والتفت لحياتك واسعى لتحقيق أهدافك ،وتذكر دوما أينما ذهبت دع الباب مفتوحا...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن