مات المفخرة بين الربيع العربي و المجزرة

رحل عن عالمنا غير آسف عليه ولا متعلق به أبو العمل الخيري وراعي المشاريع الرائعة في افريقيا السوداء، ومن وقف حائط صد أمام مؤامرات الفاتيكان فضيلة الداعية الطبيب عبدالرحمن السميط رحمه الله تعالى.

و من محاسن أقداره أنه مات حميداً سعيداً بالربيع العربي ولم يدرك مجزرة مصر و محاولة وأد ربيعها إلا وهو غائب عن دنيانا. و ذلك من عناية الله به و رحمته إياه.

و ماذا عساي أن أقول عن رجل بنى آلاف المساجد و حفر آلاف الآبار و فتح عشرات المدارس و المعاهد وأنشأ الإذاعات و كفل الطلاب و الدعاة وأسلم على يديه الكريمتين ملايين الأشخاص، فهذا عمل يعجز عنه دول، فإذا رجل واحد يقوم به، و أشهد على نفسي أني لم استصغر نفسي وأحتقرها أمام أحد من رجال العصر كما كنت أمام السميط أستمع له كما يستمع الطفل الغر لمعلمه الكبير، وليست هذه العجالة بصالحة أن أذكر تفاصيل ما سمعت من ذلك الرجل الكبير فلذلك محله الذي أدخره لمكان اخر، لكن أحسب والله أعلم ولا أزكي على الله أحدا أن ملائكة السماء زفته إلى جنات الفردوس، وأنه قد اجتمعت روحه بأرواح إخوانه المصلحين والدعاة العظماء التي ارتقت إلى ربها قبله، وأحسب أن أعماله كتبت بمداد من نور تستقبله به الحور بإذن الله تعالى.

و أدعو حكومة الكويت إلى إقامة حفل تكريمي عاجل تجمع له إخوانه من الدعاة والمصلحين من أرجاء الأرض ليذكروا ما يعرفونه عنه ليكونوا منارات ضياء للعمل الخيري إلى يوم القيامة، فهو حقاً مفخرة الكويت ودرتها التي قلما تتكرر في تاريخها.