مشاهد أثّرت.. وذكريات مرّت
تمرّ بنا كلَّ يوم مشاهد فنتعلَّم منها دروساً بليغة والحياة كلها بأحداثها وتجاربها أعظم مدرسة، كما تمرّ مناسبات تستجيش ذكريات لتحفر معاني رائعة ومشاعر نبيلة تجاه أصحابها، وقد اخترتُ مشهدين ومناسبتين لنتعلَّم ونأخذ العبرة:
1. المشهد الأول: مشهد اندحار جيش العدوّ اليهودي وهو يجرّ ذيول الخيبة والخذلان من أطراف من (غزة) كان توغّل فيها بعد أن استمر القتال الشرس منذ 9 رمضان: (51) يوماً أبلى فيها المجاهدون بلاءً مذهلاً - بفضل الله أولاً وآخراً - وصمد شعب (غزة) وصبر على التضحيات الجسام التي قدّمها من دَمِه وأمنه وأطفاله ونسائه وأمواله وبُنيانه... كانت أَلْسنةُ وقلوبُ المسلمين الصادقين تلهج أثناءها بالدعاء ليل نهار وخاصة في أيام رمضان ولياليه بينما كان المُرجِفون والحاقدون يُراهنون على قوة الجيش اليهودي وتفوّق طيرانه وثِقَل الكيان الصهيوني في الدبلوماسية الدولية فباؤوا بالخزي وخسروا الرهان؛ ولكم أن تتعلّموا من هذا المشهد كل الدروس الإيمانية والجهادية والسياسية التي يدلّ عليها...
2. المشهد الثاني: في الرابع عشر من هذا الشهر (سبتمبر – أيلول) أُعلِنَ - على الرغم من الدمار والآلام - عن بدء العام الدراسي في غزة وسط الرُّكام، وفُتحت الصفوف داخل المباني المدمَّرة كلما اتسع المجال أن تُرْصَف الكراسي وتُعلَّق الألواح بعد تدمير (122) مبنى مدرسة حكومية تدميراً جزئياً و(29) مدرسة تدميراً كاملاً!!! وظهر في الصور التي تداولتها وسائل الإعلام الأولاد الصغار والبنات في أول يوم دراسي وهم يحملون صور زملائهم الذين اختارهم الله فقضَوْا في تلك الحرب الإجرامية!!! وكانت صدقاً مشاهدَ مؤَثرة تستدرّ الدموع وتستثير المشاعر الإنسانية في الوقت التي تُثبت (عظمة شعب غزة) كبارِهِ وصغارِهِ! شعب حقّاً يستحقّ كل الاحترام والتقدير...
* * *
1. الذكرى (48) على استشهاد المفكر الداعية الحرّ (سيد قطب) رحمه الله: مرت في التاسع والعشرين من شهر أغسطس الماضي هذه الذكرى لاستشهاد أحد الدعاة الكبار والمفكرين العريقين والمفسرين المبدعين للقرآن المجيد الذي تركت كلماته وأفكاره آثاراً عميقة في الفكر الإسلامي المعاصر وفي كشف (عوار) الحضارة الشاردة البائسة المعاصرة.. وحقّق نُقلة هائلة في استعادة الفهم الأصيل للإسلام وكشفَتْ أيام وأعوامُ نصفِ قرن عن استشرافه الصادق لواقع الحضارة ومستقبلها وواقع الأمة واحتياجات نهوضها.. رحمات الله عليه.
2. ذكرى (50) شهراً على وفاة الداعية الصابرة (أم علاء) رحمها الله: في السابع من شوال الماضي مرّت هذه الذكرى، رحمها الله وأسبغ عليها أَكْسِية غفرانه ورحمته ورضاه.. كم تذكّرت ما بذلت مع أخواتها جهوداً كبيرة في الانطلاقة بالقسم النسائي في جمعية الاتحاد الإسلامي، ولا زالت أصداء خير هذه الجهود – بفضل الله – تتردد كل يوم على الألسنة ويتطاول البنيان ويمتدّ انتشاره في المناطق اللبنانية لنتعلّم درسين عظيمين: أن الآجال مكتوبة وقد تفاجئ الإنسان فليستعد لها في كل آن، وأن آثار أعماله وذِكرَه على الألسنة بالخير والثناء هو عُمُر إضافي له، ورحم الله مَن قال من سلفنا الصالحين الحكماء: (إنما أنتم أخبار فطيّبوا أخباركم)!!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة