العدوان على حماة المسجد الأقصى
لم يُوحِ الله إلى نبيّه محمداً صلّى الله عليه وسلّم بفريضة الصلاة، في أرض مكّة وهو القادر على ذلك؛ لكنّه – سبحانه – أبرز وجه القدرة اللائقة به، بآية عظيمة نال بركتها رسولنا محمد صلّى الله عليه وسلّم ليُسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ومن فوق الأقصى إلى مكان عال في السماء؛ ويوحي الله تعالى إلى رسوله محمد بفريضة الصلاة إذ هي صِلَةٌ بين العبد وربّه فما كان لهاته الصلاة إلاّ أن تتوثّق أواصرها في السماء بين الخالق والمخلوق؛ فالقدس محطّ الاختيار الربّاني فهي بوابة السماء؛ لينطلق منها برسول الله صلى الله عليه وسلّم انطلاقة خالدة إذ عُرج به إلى السماء فالتقى جبريل والأنبياء ورأى من آيات ربّه الكُبرى وفرض الله عليه فريضة الصلاة، فسبحان من أسرى بعبده ليلاً في خفاء عن الأعين؛ لكي يرى في الليل آيات الله الكبرى!
من يحسب أنّ مخاطر العدوان على الأقصى أعظم من المخاطر على أهله وساكنيه من عموم المسلمين؛ فإنّه لم يُحسن الحساب إيمانياً ولا سياسياً؛ فالخطر على حُماة الأقصى والقدس من أجساد المسلمين وهم بُنيان الله من العباد، أخطر من بنيان الإنسان لمساجد الله في البلاد.
إنّ حُماة الأقصى هم مربط الفَرَس وخطّ الدفاع الأوَّل فالله -جلّ جلاله- يحمي بهم دينه ومُقدسّاته؛ وإن سقطوا أو انكسروا سقط المسجد الأقصى بالكامل بيد العدو؛ فحُرمة مؤمنيهم عند الله عظيمة.
جاء في حديث حسن بشواهده رواه عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما - أنَّه قال: رأيت رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يطوف بالكعبة ويقول:(ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك! والذي نفس محمد بيده، لحرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمتك) وصحّ في الأثر الموقوف على عبد الله بن عمرو بن العاص ـ أنَّه قال :(لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم).
إنّه مع تسليمنا بخطورة تخريب المساجد وجريمة ذلك؛ إلاّ أنّها ليست كتخريب أفكار المسلمين وعقولهم؛ فإن خربت الأفكار والعقول هُجرت المساجد ولم يأتها أحد؛ ولن تُهدم الكعبة وتُنقض حجراً حجراً؛ إلاّ وقت زوال المسلمين وضعف هذا الدين وانتشار الإلحاد؛ لهذا فالتغييب الفكري، والتجويع المعرفي، والتذويب الإيماني أشدّ ضرراً وفتكاً بالإنسان من هدم مسجد قائم؛ بل إنّ قتل المسلم وإراقة دمه من الجرائم التي لا تقلّ شناعة وبشاعة عمّا يقوم به جنود الاحتلال من قتل معالم القدس والأقصى وإزالتها.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة