أبو الوفاء الأفغاني المتوفى في رجب 1395هـ
هو العلاّمة المحقّق الفقيه الأصولي المحدث الناقد المقرئ محمود شاه القادري الحنفي بن مبارك شاه القادري الحنفي المعروف بأبي الوفاء الأفغاني.
ولد رحمه الله تعالى في ذي الحجة من سنة 1310هـ في بلدة قندهار في أفغانستان من أب عالم جليل وأمّ صالحة. تفتحت عيونه منذ صغره على طلب العلم فسافر إلى الهند ليتلقاه هناك من العلماء الأجلاّء وبعد أن حصّل من الهند علماً لا بأس به قدم إلى حيدر آباد الدّكن سنة 1330هـ ودخل المدرسة النّظامية حيث تلقى علوم الحديث والتّفسير والفقه والقراءات وحفظ القرآن الكريم.
وقد أخذ عن الكثير من العلماء الأجلاّء في المدرسة المذكورة منهم الشيخ أنوار الله والشيخ عبد الصّمد والشّيخ عبد الكريم والشّيخ محمد يعقوب والشّيخ محمد أيّوب وغيرهم من العلماء المبرّزين رحمهم الله تعالى.
بعد ذلك تخرّج من المدرسة النّظامية حيث أسندت إليه وظيفة التدريس فدرّس فيها الفقه والحديث الشريف والآداب العربية واستمر في هذه الوظيفة سنين طويلة حيث تخرّج عليه كثير من الطلاّب الذين أصبحوا فيما بعد من كبار العلماء. ثمّ قام مع بعض زملائه بتأسيس " لجنة إحياء المعارف النعمانية" - نسبة إلى أبي حنيفة النعمان- وكان الهدف منها نشر آثار السّلف من الفقهاء والمحدّثين خاصة علماء الحنفية، تحت إشراف اللّجنة وتحقيقها. وقد قامت بنشر الكثير من الكتب القيمة. وكان رحمه الله تعالى رئيس اللّجنة بل القائم بأعمالها وإنجازاتها خير قيام ومن النّوادر الغالية التي نشرت بتحقيقه وتعليقه كتاب ( الآثار) للإمام القاضي أبي يوسف رحمه الله تعالى، وكتاب (الرّد على سير الأوزاعي) لأبي يوسف أيضاً، وكذلك كتاب ( اختلاف أبي حنيفة وابن أبي ليلى)، وكتاب (الأصل) و (الجامع الكبير) للإمام محمد بن الحسن، وشرح كتاب (الآثار) له رحمه الله تعالى.
وحقّق كتاب مختصر الطحاوي في فقه الحنفية والجزء الثالث من ( التّاريخ الكبير) للإمام البخاري، وكتاب ( النّفقات) للجصّاص، و(أصول الفقه) للسّرخسي أيضاً و( مناقب أبي حنيفة وصاحبيه أبي يوسف ومحمد) للحافظ الذّهبي.
كما أشرف على طبع كثير من الكتب المهمة، منها كتاب ( الحجة على أهل المدينة ) للإمام محمد بن الحسن الشّيباني وغيرها من الكتب النّافعة.
ولا بد من الإشارة في ترجمته إلى أنّه كان عزباً لم يتزوّج قط، وقد اتخذ من القرب من الكتاب ومن نشر هذه الفرائد والنّفائس سلوة ً له عن الاستئناس بالزّوجة والأولاد. وقد أكرمه الله تعالى بالتّقوى والصّلاح والزّهد وحلاّه بحلية العلم والعمل ولم يخش القول بعدم وجود نسل له فلسان حاله يردّد أبيات أبي الفتح البستي في هذا المقام:
يقولون ذكر المرء يحيا بنسله وليس له ذكرٌ إذا لم يكن ينسل
فقلت لهم نسلي بدائع حكمتي فإن فاتنا نسلٌ فإنّا به نسلو
وقد كان رحمه الله عالماً عابداً زاهداً ورعاً قائماً للّيل محافظاً على السّنن يقضي أوقاته في المطالعة والتّحقيق وتلقين العلم لطلابه.يقول الحقّ ولا يخاف في الله لومة لائم. بقي كذلك إلى أن وافته المنيّة يوم الأربعاء في 13 من شهر رجب سنة 1395 هـ.
* تجدر الإشارة إلى إنّ مادة هذا الموضوع مستفادة من كتاب : (العلماء العزّاب) للشيخ عبد الفتّاح أبو غدّة رحمه الله تعالى.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن