بركة بيت المقدس
مفهوم البركة:
الجانب اللغوي لكلمة: ( بركة ): "هو ثبات الشيء".
وقال الخليل: البركة: من الزيادة والنماء.
والبركة بمعنى الزيادة والنماء تقسم إلى قسمين:
1. البركة المعنوية: بعث الله في بيت المقدس وأكنافه أكثر الأنبياء، منهم: داود وسليمان وعيسى ويحيى وزكريا، وكثير غيرهم عليهم السلام.
- مهاجَر إبراهيم ولوط عليهما السلام.
- شرفت أرضها بأربعة من أولي العزم من الرسل.
- دفن في بيت المقدس: بعض الصحابة والتابعين، والكثير من علماء المسلمين.
فهي مهبِط الملائكة، ومرقد الأنبياء، ومأوى الصــــالحين.
2. البركة الحسية: بكثرة الماء والشجر والثمر، والخصب وطيب العيش.
ومعلوم أن بلاد الشام - وعلى الأخص فلسطين - تتمتع بهذا النوع من البركة والخير .
1- قال العز بن عبد السلام: اختلف العلماء في هذه البركة؛ فقيل: بالرسل والأنبياء، وقيل: بما بارك فيها من الثمار والمياه.
2- وقال الطبري: جعلنا البركة لسكانه في معايشهم وأقواتهم وحروثهم وغروسهم.
• بركات فلسطين مطلقة غير مقيدة: فبركتها غير مقيدة ولا محدودة، وشاملة لكل أنواع البركة. وهذه البركات ربانية ثابتة مستقرة، ولن ينجح الأعداء في انتزاعها وتفريغها منها، مهما بذلوا من جهود.
• قيادة الأمة من بيت المقدس: قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الإسراء:1].
فليلة الإسراء والمعراج... كانت أول صلاة جماعة تقام على وجه الأرض... وكانت في المسجد الأقصى.
ففي ليلة الإسراء والمعراج جمع الله الأنبياء جميعاً من أولهم إلى آخرهم، وأمَّهم رسول الله (ص)، وأين..؟؟؟ في...المسجد الأقصى..
لقد مرت البركة الربانية لأرض فلسطين بعدة مراحل تاريخية أشارت آيات القرآن الكريم إلى ست مراحــــل منها، وهي:
- المرحلة الأولى: هجرة إبراهيم ولوط عليهما السلام قادمَين من العراق، كما في قوله تَعَالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:71].
- المرحلة الثانية: البركة التي جعلها الله على إبراهيم وابنه إسحاق عليهما وذريتهما الصالحة عندما أقاما في الأرض المباركة، كما في قوله تعالى: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ$ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ) [الصافات: 112 -113].
- المرحلة الثالثة: توريث الله المؤمنين من بني إسرائيل زمن موسى عليه السلام، كما في قوله تَعالى: (وَأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا) [الأعراف: 137].
- المرحلة الرابعة: حكم سليمان عليه السلام لهذه الأرض المباركة وانتشار الخير والنماء فيها، كما قال سبحانَه وتعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا)[الأنبياء: 81].
- المرحلة الخامسة: انتشار القرى الظاهرة العامرة بين هذه الأرض وبين اليمن، أثناء حكم سليمان عليه السلام مظهر من مظاهر الحكم بشرع الله، كما قال سبحانه: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ القُرَى الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً) [سبأ: 18]. وهي قُرى بيتِ المقدس.
- المرحلة السادسة: انتهاء هذه الأرض للأمة المسلمة واستقرارها لها، ووراثة الأمة لحكمها بعد هذه الجولة التاريخية الطويلة، وبقاؤها فيها حتى قيام الساعة؛ باستثناء فترات تاريخية قصيرة كما قال سبحانه: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ). [الإسراء: 1].
خلاصة الآيات: أي هي بركة الزمان والمكان والإنسان .
• معارك تثبت بركة فلسطين على العالم
1- اليرموك....15هـ-636م.
2- فتح بيت المقدس 17هـ .
3- حطين 583هـ 1099-1187م.
4- عين جالوت 658هـ -1260م.
5- حصار عكا/21/ مايو1799م.
6- حرب 1948..... إلى الآن.
7- معركة همرجدون ”المنتظرة في سهل مجدو“ في فلسطين.
• نتائج هذه المعارك وبركتها؛ فمعركة اليرموك فتحت الشام وبيت المقدس. ومعركة حطين أدت لطرد الصليبيين من الشرق. ومعركة عين جالوت أوقفت زحف التتار وحمت العالم منهم، وهزيمة نابليون على أسوار عكا أوقفت زحف الفرنسيين وحمت العالم. والآن هزيمة الصهاينة ستظهر، وفلسطين ستحمي العالم من شرهم وفسادهم؛ فهم وراء كل فتنة وشر في العالم .
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن