مستشارة في شؤون الأسرة
كيف أستعيد الثقة به؟
أنا متزوجة منذ خمس سنوات ونصف، زوجي تعليمه متوسط، بعد الزواج أحببنا بعضنا كثيراً، ولكن لا تخلو الحياة الزوجية من المشاكل العادية، ولكن بعد خمس سنوات من الزواج بدأ زوجي علاقة على الهاتف، واستمرت يومين، وأنا اكتشفت الموضوع، وواجهته، وقطع علاقته بها، وبعد شهرين أرسلت له رسالة، فذهب واشترى هاتفاً وشريحة جديدة، وجعلهم خارج المنزل، ومارس الجنس على الهاتف وأيضاً عرفت بالموضوع، وتركت البيت، وندم، وأرجعني، وعزم على عدم العودة إلى ذلك، وسألته إن كان في شيء ينقصني حتى أكمله، فاعترف بأن الخطأ منه هو وليس مني، وأن ما قدم عليه ليس بسبب تقصيري، ولكن هو يقول: أنا لا أدري كيف أفعل هذا الشيء!
سؤالي الآن: كيف أستعيد الثقة به؟ أخاف أنه يفكر بالزواج، وخاصة أن كثيراً من أصدقائه من المعددين، وأخشى أن يتأثر بهم، ما الحل؟ جزاكم الله خير الجزاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم "مستشارك الخاص" وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
ابنتي الحبيبة: رنيم، حفظكِ الله ورعاك، وفرّج كربك، وهداكم سواء السبيل.
ما يقوم به زوجك لا يُرضي الله تعالى قبل أن لا يرضيك، وكونه ملتزم فهو يعلم بدون أدنى شك أن هذا حرام، ولكنه ضعيف أمام شهوته غفر الله له ورزقه العفّة، ومن هنا يجب أن تكون الانطلاقة للتغيير، فيجب إزكاء تقوى الله تعالى في نفسه ليكون خوفه من الجليل حائلاً بينه وبين المعاصي والذنوب.
أتوقف عند خوفك من أن يتزوج أُخرى، تأكدي بُنيّتي حين تسيطر هذه الفكرة على رأس رجل فلن يردعه شيء! فلا تخافي، وعيشي حياتك بهدوء، ولا تتوجسي خيفة، واتركي الأمر للخالق، وقومي بواجباتك الزوجية كاملة، وإن حصل ما تخافين منه فحينها لكل حادث حديث!
دعيني أسألك بُنيّة: كيف عرفتِ بقصة الخيانة لو لم تتجسسي على زوجك وتقلّبي الموبايل بين يديك؟! يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "ولا تجسّسوا"، وما قمتِ به منافٍ للشرع ابنتي الحبيبة، فإياكِ أن تعودي إليها مهما كان خوفك على زوجكِ كبيراً، وتأكّدي أنكِ بذلك لا تشقين إلا نفسك حين ترين ما لا تحبين، وتجسسك لن يعيد زوجكِ إليكِ إن نوى الابتعاد، ولن يمنعه من التعدد إن أصرّ عليه، فلِم تغضبين الله تعالى إن كان هذا لن يغيّر من الأمر شيئاً؟!
وتأكدي أنه لا تزر وازرة وزر أُخرى، فإن أخطأ زوجك فلا تقع عليكِ المسؤولية، فابتعدي عن التجسس يرحمكِ الله.
أنصحكِ ابنتي الحبيبة بالخطوات الآتية، وأسأل الله تعالى لكما الهداية والثبات على الخير:
- الإكثار من ذكر الله تعالى والاستغفار، والاجتماع على العبادات على أشكالها، واطلبي منه أن يؤمّك؛ فهذه رسالة له أنكِ تقدّرينه.
- التوقف عن التجسس، وعدم فضحه أمام الأهل.
- زوجك بشر يخطئ ويصيب، وكلنا ذوو خطأ، فسامحيه، وحاولي نسيان هفواته، ولا تعامليه على أساس هذا الذنب في الفترة القادمة، خاصة أنه تأسف وندم على ما فعل.
- ألِحّي على الله تعالى بالدعاء أن يغفر له ويعفّه.
- حاولي التجديد في العلاقة الحميمية وفي زينتك وملابسك.
- حاوريه بلطف وهدوء عما يحب أن تقومي به، وأخبريه أنك مستعدة لذلك.
- أثني على إيجابياته وتقرّبي منه، وتودّدي له وبكلمة واحدة أعيديه إلى حضنك!
- اقترحي عليه أداء العمرة مع بعضكما البعض، وتجديد التوبة لله تعالى.
- فكّري دائماً بإيجابية، ولا تسمحي للأفكار السلبية أن تستحوذ على رأسك.
- لا تفقدي تقديرك لذاتك بسبب فعل زوجك؛ فلا تزر وازرة وزر أُخرى.
سامحي زوجك يا رنيم، وتقربي منه، واسألي الله تعالى الرحمة والمغفرة والثبات.
طمئنيني عنك..
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن