داعية وكاتبة سورية | الدوحة
خلجات قلب نبضه حلب
حلب الحكاية والرواية والتاريخ والوجع .
حلب حكايات الصنوبر تتعالى فوق الأسوار وتستر بخضرتها الداكنة الكثير من الأخبار والأسرار ..
حلب ودروبها المفروشة بالفلّ والياسمين وسقوفها المعروشة من الدوالي المضفورة بعناقيد العنب المخضب طعوماً وألواناً .
حلب وقد تواصت أشجار فستقها أن لاتفتحه إلا إذا تثنت بين أعطافها أنوار القمر فإذا هي تتشقق مع وشوشات تشي بالخبر ..
حلب وقد شمخت قلعتها لتؤدب المارقين وتهزأ بالغادرين وعند كل حجارة في بنيانها دروس وعبر ..
حلب وفي شوارعها القديمة من عبق التاريخ التليد ومن أساطير الأمجاد ما كتبته سطور العزّ بألق من نور السماء في قراطيس لا تغلق دفتها ولايجفّ حبرها مادامت السموات والأرض ..
حلب وقد انسكب العزّ على أدراجها صنوفاً وألواناً وسفحت على عتباتها دماء العاشقين فدىً وعرفانا حتى تضمخت بالمسك تربتها وتلونت بالأحمر القاني طينتها، وتعشقت النور حصباؤها ،
خالدة عبر الدهور ، تحقّر شانئها، وتذل المعتدين ..
حلب وقد أنجبت جبالاً من الرجال الفقهاء والعلماء والمحدثين والمؤرخين والأدباء والشعراء يشهد لهم الكون طراً ويطرب بهم التاريخ تيهاً و فخراً..
وعلى شفاه المجد تبسم ثغرها حروفاً تترجمه البطولات الشم والصناديد الأبطال محفورة أسماؤهم في أسفار الكرامة سفراً سفراً ..
ياويح قلبي يستبيحون سماءها بعدما ثارت عليهم براكين أرضها ..
كما الجبناء المأجورون يحرقون الحجر والشجر ويحاربون الغيم والمطر .. ويفقؤون عيون البرايا الأبرياء ، ويذبحون الأطهار الأوفياء ، وقد تكالبت على سمائنا كل أرجاس الأنذال لا تعرف لهم أصلاً ولاديناً ولا ينتسبون إلى أقذر الأنعام والأوضار .. بعدماأعانتهم بالخسة والنذالة كل الأعداء من كل أرض شياطينها وأذيالهم، ومن كل حدب وصوب سفهاؤهم وأراذلهم ، وكأنما لم يصنعوا صاروخاً ولا طيراناً، ولم يوفروا رصاصاً ولاقناصاً إلا ليغتالوا به الصدور المؤمنة البريئة، وكل هذا لم يكن ليؤول الى ذلك لولا أن اثاقلت أرواحنا إلى هجعة الأرض، وأغربت عن جو السماء ، لولا أن نامت عيوننا عن العدو المتربص وسهت أحلامنا عن مجدنا الأثيل ..
بل لقد تراخت هممنا عما لم تلن له عزائمهم، ووقعنا تحت سطوة الأسر ردحاً من الزمان حتى صددنا عن حماية أرضنا وعرضنا بمكرهم وخداعهم ولالوم إلا على أهل الهوان والخور ، ودعاة الدعة والخدر ، ومن لم يعتبر فليتعلم من غيره الدروس والعبر .
فإذا ما سألكم ربكم: (أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ) ؟ أكدوا جوابكم بأننا ياربنا لن نرضى إلا برضاك عنا والدار الآخرة حتى توهب لكم الحياة أحياء مكرمين غير خزايا ولا خائبين .
وإذا مانهاكم ربكم :(ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) فلتفهموا أن غروركم بدنياكم هو أكبر مهلكة وإعراضكم عن الجهاد تحت راية الحق لعزة دينكم هو بعينه الذل والتهلكة ..
ومن باع لله فالله منه قد اشترى ..ومن ثبت على الحق مااجترأ عليه الباطل وإن أنكره ..
وأن ضريبة العز بقوتكم، ووحدة صفكم أهون ألف ألف مرة من ضريبة الذل بضعفكم وتشرذمكم وهوانكم على الناس ..
ألا فاعتبروا ..
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن