مطاعم الحلال في الصين
كتب بواسطة أحمد منصور
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1533 مشاهدة
ما زلت أذكر حينما ذهبت للصين أول مرة في زيارة خاصة قبل حوالي سبع سنوات كيف أن أحد أصدقائي طلب مني أن أحمل معي بعض المعلبات والأجبان لأني لن أجد ما آكله هناك، حينها ضحكت وقلت له أنا لم أحمل طعاماً معي وأنا أغطي الحروب في الجبال المقفرة مثل أفغانستان والبوسنة والمدن المحاصرة مثل الفلوجة، هل تريد مني أن أحمل طعاماً وأنا في طريقي للصين؟
طبعاً في هذه الرحلة اكتشفت أكذوبة أن الصين لا تقدم في مطاعمها سوى الحشرات والديدان كوجبات أساسية، وقد زرت الصين حتى الآن ثلاث مرات أستطيع أن أؤكد أن استمتاعي بالطعام فيها لاسيما المأكولات البحرية كان أكثر من بلاد كثيرة من التي جبتها حول العالم، المهم أن تعرف كيف تجد المطاعم الجيدة وهذه حرفة يتقنها محبو الأسفار والمغامرات، وبعد افتتاح طرق التجارة بين الصين والدول العربية لاسيما مدن الجنوب مثل جوانزو وشينزن وشيندة وهانزو أجمل بلاد الدنيا وجولين التي تنافسها في الجمال كثرت المطاعم التي تقدم الطعام الحلال بما فيها المطاعم العربية والتركية وأفضل ما تقدم هذه المطاعم من لحوم هي لحوم الضأن التي تأتي من منغوليا العليا أفضل مراعي الأغنام في العالم وأطيب اللحوم طيباً وطعماً.
وقد زرت خلال ثلاث زيارات قمت بها للصين أكثر من خمس عشرة مدينة كبيرة لم أعان في أي منها في موضوع الطعام على الإطلاق والأكثر إمتاعاً من الطعام هي الفواكه المتنوعة بدءا من المانجو بأنواعها المختلفة وحتى الفواكه الآسيوية المعروفة غير أن ما وجدته في العاصمة الصينية بيجين التي زرتها للمرة الأولى خلال الأسبوعين الماضيين كان مختلفاً إلى حد كبير، ففي أول يوم أبلغت بيتر الدليل الصيني الذي كان يرافقني والذي تميز بأدب الصينيين وقناعتهم وأمانتهم إلى حد كبير وأضيف إليها خفة دمهم أخبرته حتى يحترم خصوصية صحبتي أني مسلم لا أشرب ولا أدخن ولا آكل أي طعام إلا الحلال من اللحوم، أما الأسماك والبحريات فإني أحبها أكثر من غيرها غير أني أحدد دائما للطباخين في المطاعم كيف يطبخونها وبأي المواد حتى لا يضعوا فيها ما لا أحبه، فرح بيتر وقال رغم أني بوذي فأنا مثلك لا أشرب ولا أدخن ومتزوج ولدي طفلة أحبها وأنتظر الطفل الثاني بعدما سمحت الحكومة الصينية بذلك وأزيدك ما يطمئن قلبك تجاهي: أنا أسكن في أحد أحياء المسلمين والجزار الذي أشتري منه اللحم مسلم ولا آكل إلا النان وهو خبز المسلمين وآكل في مطاعمهم لأن طعامهم طيب ويحبه الصينيون ومطاعمهم نظيفة، ولن أذهب بك إلى أي مكان إلا بعد التأكد من أنك مرتاح إليه، أخذني بيتر بعد ذلك إلى حيث يسكن في قلب العاصمة بكين قرب شارع المشاة ورأيت الجزار والخباز ومطاعم المسلمين التي يشتري ويأكل منها وحتى بائع الخضار والفواكه الذي يشتري منه.
المصدر : الوطن
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة