كاتبة
حكايتي .. بين التدريس والتدريب
كتب بواسطة ثناء أبو صالح
التاريخ:
فى : بوح الخاطر
2087 مشاهدة
بعد ما يزيد على ثلاثين عاماً – قضيتُها في التدريس – قررتُ اتخاذ خطوة جديدة طالما تمنيتها, ولأكثر من سبب .. ألا وهي التدريب.
ورغم صعوبة البداية ومشقة التغيير- وخاصة لمن كانت في مثل عمري- استقلتُ من مهنتي لأخوض المجال الجديد, بعد تفكير وتخطيط وتدريب .
ولا أكتمكم أني شعرتُ بالخوف – لا من العمل الجديد – بل من مجرد فكرة التغيير, فالنفس تألف وتعتاد, ويشق عليها التحرر مما اعتادته, إلا إذا رغبت في التغيير رغبة توازي خوفها أو تزيد, عندها تملك الإرادة والقوة للخلاص .. وبعدها تستشعر لذة التحرر ومتعة الانطلاق الحر في أرجاء عالم جديد فسيح, فتغدو أيامها مواقف جريئة مليئة بالتحدي تشعرها بأنها حقاً .. ما زالت على قيد الحياة.
لقد شاركتُ إلى جانب مهنتي "التدريس" في أكثر من ثلاثين دورة تدريبية, كانت على اختلاف مسمياتها ومحتوياتها تلح على ضرورة التغيير والتطوير الذاتي ليتم التقدم المنشود للمجتمع .
وكنتُ قد لاحظتُ في مجالات العمل المختلفة التي خضتها ( التعليمي والدعوي والخيري وحتى الأدبي ) ضعف الفعالية وغياب التميز والطموح, وانتشار اللامبالاة والضجر والتسويف - لدى أجيالنا الشابة خاصة - مما يضيق له الصدر وتخبو معه الآمال بعودة العزة لهذه الأمة .
لقد فطرنا الله على العمل، وأودع الله في أعماق كل منا رغبة التعلم وجذوة الطموح والتميز فإلى متى نخشى التغيير ونهاب الفشل ؟ وإلى متى نتقاعس عن تطوير ذواتنا للحاق بالركب وسبقه ؟ إلى متى والعالم كله من حولنا ينادي : تقدّم وإلا سحقك الآخرون ؟!!.
وكان أن اتجهتُ إلى عالم التدريب - الشاق والممتع معاً – والذي فتح لي آفاقاً رحبة منشودة، ووجدتُ فيه ما رجوتُه طيلة عمري ..
إذ لبى طموحي الدعوي أولاً, ورغبتي العارمة في دفع ذاتي ومن حولي إلى نبذ الضعف والاتكالية والتفاهة والقناعة المرَضية, لنكون جميعا حيث يريد الله وكما يحب ويرضى .
المصدر : صفحة حروف تلوّن الحياة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن