الأقصى والثوابت
كتب بواسطة د. مروح موسى نصّار
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
1490 مشاهدة
المسجد الأقصى المبارك هو كامل المساحة المسوَّرة الواقعة داخل البلدة القديمة بالقدس بشكل شبه مستطيل و مساحته 144دونماً.
يتهدَّد المسجد الأقصى أخطار عديدة، أوَّلها وجود الاحتلال نفسه، ثم محاولاته الحثيثة للسيطرة الكاملة عليه ونزع الحصرية الإسلامية عنه، وفي هذا السياق تأتي مخططاته الجديَّة لتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، وقد قطع الاحتلال أشواطاً طويلةً في تقسيم الأقصى زمانياً.
لا تقتصر التهديدات المحدقة بالأقصى على ذلك فحسب، فهناك 47 حفرية أسفله وفي محيطه، كما بنى الاحتلال عشرات الكُنس اليهودية لتغيير الطابع الإسلامي للمكان.
الأوقاف المسيحية: يسعى الاحتلال للسيطرة على الأوقاف المسيحية في القدس، خاصة أوقاف الكنيسة الأرثوذكسية التي يسيطر عليها رجال دين مسيحيون من اليونان.
تمَّ تسريب عقارات وأوقاف لمستثمرين يهود بعقود واهية تصل إلى 99 عاماً بتواطؤ بعض رجال الدين اليونانيين. ويخوض رجال الدين المسيحيون العرب في القدس معركة لتعريب الكنيسة، ويتعرض المسيحيون في القدس ودور عبادتهم إلى اعتداءات مستمرة في سياق عملية «دفع الثمن» التي أطلقها المستوطنون كردٍّ على إخلاء مستوطناتهم.
ثوابت الأمة لنصرة القدس و مواجهة الاحتلال:
1_ القدس بكل مقدَّساتها حقٌّ حصري للأمة العربية والإسلامية، وهي ترفض تقسيمها أو مشاركة أي جهة معها في هذا الحق، وهذه القناعة نابعة من:
أ_عمق تاريخي يؤكد أحقيَّة الأمة العربية والإسلامية منذ أكثر من4500 سنة، حينما أسَّس العرب مدينة القدس قبل الوجود اليهودي بألفي سنة. والحقائق التاريخية تثبت أن الوجود والتأثير اليهودي المباشر في القدس كان طارئاً وفي مرحلة محدَّدة لا تجاوز السبعين عاماً.
ب_ ومن عمقٍ ديني تمتد جذوره في تربة العقيدة التي جعلت من الأقصى آية في القرآن الكريم، وجعلت التعامل مع القدس وفلسطين تعاملاً جليلاً يليق بالبركة والقدسية التي ألبسها الله جلَّ جلاله لبيت المقدِس, وأعطاها الرسول الكريم محمد [ لهذا المكان المقدَّس.
ج_ ومن عمق قانوني ينطلق من بطلان وعد بلفور عام 1917م، حيث أعطى الاحتلال البريطاني ما لا يملك لمن لا يستحق، ومن بطلان المؤامرة التي أفضت إلى تسليم فلسطين للعصابات الصهيونية على طبق من ذهب عام1948م، ومن القرارات الدولية الملزمة التي اعتبرت إجراءات الاحتلال باطلة بعد حزيران/يونيو عام1967م، وتعاملت مع هذا الكيان كدولة محتلة للأراضي الفلسطينية، على الأقل بعد عام 1967م.
د_ ومن عمق إنساني يرى أنَّ ما جرى من طرد وتشريد وقتل للشعب الفلسطيني، ونهب للأرض الفلسطينية، وتدمير للإرث الحضاري الإنساني في القدس يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان.
2_ إنَّ جميع إجراءات الاحتلال ومخططاته الخبيثة لتشويه القدس لن تغير من الحقائق والقناعات لدى الأمة، فالقدس عربية إسلامية، ولا يمكن أن يتحوَّل الاحتلال إلى صاحب حق بالقدس حتى لو طال الزمان.
3_ القدس قضية العرب والمسلمين جميعاً، وليست قضية الفلسطينيين وحدهم، ومسؤولية تحريرها تقع على عاتق كل فرد أو هيئة أو جماعة في هذه الأمة، كل على قدر استطاعته.
4_ الإيمان بتحرير القدس يقيني لا يساوره الشك، ولكنَّ الأمة مطالبة بالعمل والتضحية، عسى أن يكون هذا الجيل ممن يتشرَّف بتحريرها أو التمهيد للأجيال القادمة ليقوموا بهذه المَهمة الجليلة.
5_ رفض أي تفاوض أو تنازل عن ذرة تراب من القدس، وبيت المقدس هو المكان الذي قدَّسه الله ورفع من شأنه، فلا يحق لأي إنسان أن يفرِّط بحق الأمة في قُدسها.
6_ اعتبار أن قلب الصراع مع الاحتلال هو القدس، ولا بدَّ من حشد كل طاقات الأمة من أجل مواجهة الاحتلال وهزيمة مشروعه في القدس، عند ذلك ستتلاشى أطراف الاحتلال.
7_ الإيمان بأن تحرير القدس يستلزم توحيد الأمة على هذا الهدف، ونبذ الخلافات وتنسيق الجهود لمواجهة الاحتلال.
8_ الإيمان بأن مشروع نهضة الأمة لا يمكن أن يبصر النور في ظلِّ وجود هذا الاحتلال الغاشم الذي يقف حجر عثرة في وجه نهضة الأمة وتقدمها.
9_ الإيمان بالمقاومة بجميع وسائلها المشروعة سبيلاً لنيل الحقوق، ومواجهة الاحتلال، والرد على اعتداءاته بحق القدس والمقدسات و المقدسيين.
10_ الصراع مع الاحتلال له أبعاد سياسية ودينية وحضارية واقتصادية وثقافية وإنسانية وإعلامية وتنموية وغير ذلك، ومن هنا. فإنَّ مواجهة الاحتلال تستلزم من مكونات وشرائح الأمة المختلفة تبنِّي استراتيجية شاملة تراعي أبعاد الصراع المختلفة، وتأخذ على عاتقها إنقاذ القدس ومواجهة الاحتلال، وتثبيت المقدسيين في مدينتهم.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن