طبيبة مِخْبرية، حفيدة العالِم المجاهد الشيخ عزّ الدين القسّام رحمه اللَّه | لبنان
نصرة الحق
كتب بواسطة د. ابتهال القسام
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1446 مشاهدة
إنه يوم الاثنين.. أوَّل أيام الأسبوع.. بضغطه اللَّامحدود في عملي في المستشفى، وتمرُّ الساعات وتتشابك الأفكار مع التدقيق في النتائج أو مع مراقبة التحاليل في المجهر... إلى أن هزَّتني كلمات الحق بنِداء الله أكبر.. يعلن بدء صلاة الظهر وتذكَّرتُ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم... أرِحنا بها يا بلال... نعم لقد أتى الفرج... لأُزيح ستار التَّوتر وأُزيل عن كاهلي تعبَ اليوم، وأقف بين يدي خالقي صامدةً له، مستعينةً به، راجيةً فضله ورضوانه.. ومضت الدقائق الرُّوحانية... تبِعها بعض الاسترخاء مُمسكةً بهاتفي أتصفَّح فيه بعض الأخبار... وشدَّني فيديو عن ما يحصل في حلب.. لأجد نفسي وقد بدأت أتابع تفاصيله... وهنا كانت المفاجأة... أحد المصابين إصابة خطيرة ممسكاً بهاتفه الجوال يصوِّر رفيقه الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة... وليس ببعيد عنه كانت هناك صورة لأحد الأحياء والنار تأكله... صورٌ يصعب وصفها تداخلت مع أصوات الأطفال والنساء وهم يستغيثون رحماك يا الله، دماء.. وأشلاء.. دمار.. وحرائق.. تهزُّ الكيان وتعصف بالرُّوح والوجدان... ووجدت نفسي غارقة بيأس قاتل، وشعرت بوجداني ينسلخ عن واقعي، وفؤادي يتفتَّت غيظاً وحقداً على هؤلاء القتلة المجرمين، وعلى هؤلاء الصَّامتين المتخاذلين... وسجدتُ لله أستجدي رحمته وعونه ولطفه بعباده المستضعفين؛ ودموع الفؤاد تحرق ذاتي وتشغل زمني وأوقاتي... فأسرعتُ هاربة من عملي والكل مِن حولي في ذهول من رحيلي المفاجئ.. وركبت سيارتي مسرعة للمنزل.. ووصلتُ سالمة بسرعة جنونية (بفضل الله).. ودخلتُ وألقيتُ السلام.. متوجِّهة إلى غرفتي... لكن!!! استوقفني برنامج على التلفاز ظهر فيه بعض الشباب والشابات... وأحدهم كان يغنِّي... لم أستطع أن أتمالك نفسي.. رغم وجود بعض أقاربي ممن يشاهدونه فأغلقتُ التلفاز وأنا أصرخ... ألا نستحي من الله؟؟ عباده يذبحون في حلب..
يا أمَّة محمد.. أحبابه يبادون يا عرب، يا أمَّة العُهر والطَّرب... وأسرعتُ للداخل مرتجفة في حالة هيستيريَّة... وساد الصَّمت، وانسحب الضيوف بصمتٍ.. ورفعت نظري إلى السماء؛ أستغيث لأهل الشام وحلب... سُحقاً لأمَّة كانت خير أمَّة أُخرجت للناس.. والآن أصابها الوَهن... حبُّ الدنيا وكراهية الموت... فلننصر الحق مهما كان الثمن..
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة