زوجة الدكتور الداعية سلمان العودة في ذمة الله
"هيا السيّاري حيث رحلتِ أدركتُ أني لا أستحقك ... اللهم في ضيافتك وجوارك".
كلمات مؤثِّرة كتبها الشيخ سلمان العودة على موقع تويتر؛ نعى بها زوجته رحمها الله "هيا السياري" التي رحلت هي وابنها وابنة أختها في حادث مروري أليم يوم الأربعاء 25-1-2017، كما رثاها في مقالته المطولة (إليكِ.. في مرقدك!) نقتبس منها:
لم تكوني داعيةً بالمعنى الوعظي، سلوكك هو ما وعظني ودلّني على الطريق دون كلام أو عتاب..
وها أنتِ ترحلين بثناء الناس وحبهم، وتتركينني للوعة والحنين. بعض عزائي أني حاولت تدارك أخطائي في حياتك وقدمت لك كلمات الحب قبل فقدك.
ذهبتِ بلا توديع كما فعل حبيبك ذات صباح! في حياتك وهبتيني الحب صافيًا نقيًا وبعد رحيلك وهبتيني حب الناس وقربهم.. كريمة العطاء في الحياة والموت..
عطشك لمن اخترتيه واختارك دلّك على طريق الوصول، وعطشي هو الذي يسوقني إليك ويجعلني احتفظ بك في داخلي!
الآن يقف حبيبك المكلوم أمام حفرتك باسم الشفتين دامع القلب، سلوته أنك لم تذوقي ألم الفقد كما ذاقه هو!
• من هي (هيا السيّاري)؟
داعية ومربية، صاحبة سيرة عطرة؛ حيث تشهد لها حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
• ماذا يقول عنها مَن عرفها؟
قال خطيب جامع الطلق "سليمان الربيعة": “بكى الشيخ سلمان على وفاة زوجته الداعية هيا السياري قائلاً: لست على موتها باكياً، الموت حق، أبكي على أنها من ٣٣ عاماً ما قلت لها: يميناً. قالت: شمالاً”!!
• عدَّدت الدكتورة نوال العيد (الأستاذة بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن) مناقب “هيا السياري”، مؤكدة أنها كانت خير صديقة لها.
وقالت العيد: "هيا السياري كانت صديقة أكبر مني، واستفدت منها، ومن أهم ما يميزها: الصمت، والحكمة، وقلة الحديث، وكثرة التفكر".
وتستكمل الأكاديمية السعودية المعروفة نوال العيد في وصف صديقتها الراحلة: "صحِبت هيا السياري رحمها الله، وكانت نِعمَ المرأة، ذات سمتٍ ووَقار، ذات خلق حسن، اللهم أبدلها داراً خيراً من دارها".
وأضافت في تغريدة أخرى على حسابها بموقع "تويتر": "هيا السياري تعرفها حِلَق التحفيظ وطالبات القرآن بصوتها الندي، اللهم اجعله شافعاً لها، ومؤنساً لها في وحشتها".
وكشفت "العيد" عن جانب من حوار دار بينهما قبل أسابيع: عندما اجتمعت مع "هيا السياري" سألتها سؤال: ماذا لو رجعت بك الحياة يا هيا؟
فقالت لها السياري: "لو رجعت بي الحياة ما اخترت إلا ما اختاره الله لي، لأن الله عالم، وأنا الضعيفة، والله القوي".
وبيَّنت الدكتورة نوال العيد صفات "السياري" وقالت: "امتازت رحمها الله عن باقي قريناتها بأنها عفيفة اللسان، لا تذكر أحداً في مجلس بسوء، وتمتاز بالحكمة".
وقالت العيد: "رحلتْ، وقد علَّمت كثيراً من بنات شقراء تجويد وتلاوة القرآن، رحلت والقلوب المحبة تدعو لها، وأبقتْ أثراً طيباً”.
وذكرت "العيد" بأنها عندما كانت تقرأ قول رسول الله [: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ: الْوَدُودُ، الْوَلُودُ." (رواه النسائي في الكبرى). فهذا ما وجدتُّه في هيا السياري؛ الودد الولود المواسية. وأتوقع أنَّ الشيخ سلمان العودة قد وجد ذلك.
• ماذا كُتب عنها؟
علّق الشيخ صالح المغامسي على عزاء هيا السياري مؤكداً أنها كانت امرأة صالحة مما شاهده خلال العزاء.
وقال المغامسي عبر حسابه على "تويتر": “لا نُزَكِّي على اللهِ أحداً، لكنْ نحسبُ هيا السياري امرأةً صالحة مباركة، كل شيء في مجلس العزاء يُشعِرُ بذلك".
• ومما قاله الداعية محمد العريفي في سلسلة من المقاطع المصورة: "بلا شك الموت فجيعة وفزع، زوجة الشيخ سلمان - أم البراء هيا السيّاري - من الداعيات جزاها الله خير، ومن أهل القرآن، أسأل الله أن يرفع درجاتها."
• بعض تغريدات هيا السياري على صفحتها على تويتر:
- لا يحقُّ لمن يعرف الطريقَ إلى الحقِّ أن يفتخر! بل مَن يسلكه أحقُّ بالفخر.
- ما رأيت لصّاً كمثل هذه الأجهزة الذكية.. كم سرقت براءة طفل.. واستقرار أسرة.. وكم أطفأت من شمعة حب، وأوقدت نار خطيئة.
- إنْ تعلق قلبُك بالله تألَّق .. وإنْ تعلق بغيره تملَّق.
- تربية الأبناء استنزاف جسدي وعاطفي وعقلي ونفسي ومادي وعمري، وكل ذلك عندي، أعاننا الله على تأدية الأمانة.
- قد آن لقلب في حب نفسه منحصِراً؛ أن يعود إلى رحاب الله منطلِقاً.
- خطيئتي بيني وبين الله أرجى في الصفح مما بيني وبين البشر.
- أرجو أن لا ينعقد لساني عن الشهادتين حين يَحين أجلي، أرجوك يا رباه.
- إذا وضعتَ رأسكَ، وتذكرتَ كيف كان يومك، ولم تجد فيه معاصي؛ فستنام قرير العين، يملؤك الشكر لمن هداك..
- اللهم إن وَضْع المسلمين يعجز اللسان عن وصفه، وينقطع الجَنان من خَطْبه، فأنزل علينا منك تدبيراً، ورُدَّنا إليك ردّاً جميلاً.
- قد تجتهد وتُلح في الدعاء، وتبقى دعوةٌ صغيرة ممن آذيتَ تحول بينك وبين دعواتك. فيا ربِّ سامحنا، وارزقنا الإحسان إلى مَن أسأنا إليه بقصد أو بغير قصد.
* * *
كثير ممن يتوفاهم الله لا نعرف عن سيرتهم الطيبة إلا بعد رحيلهم .. والداعية هيا السيّاري واحدةٌ من هؤلاء .. رحلتْ وتركت لنا ميداناً من النقاء والصفاء والعمل الصالح.. فأحسنَ اللهُ عزاءنا فيها ولجميع أفراد عائلتها..
_____________
مدينة في نجد تبعد عن الرياض 45 كلم.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة