حفظ القرآن بنية الثبات وزوال الهم
كتب بواسطة الدكتور خالد أبو شادي
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1509 مشاهدة
لم أفهم حقيقة الايمان إلا بعد وقوع بلاء شديد .
سابقا لم أكن اأبت في وجه المحن ولم أفهم معنى الصبر ..
واليوم لا مفر لي إلا بالصبر خوفاً على آخرتي ..
فهل يجوز أن أحفظ القرآن بنية الثبات وزوال الهم ؟
ج / جوابي باختصار نعم يجوز..
لكن في الجواب على سؤالك فائدتان:
1. ما يعين على الصبر..
أنت ذاتِ حظ عظيم لأنك توصلتِ إلى بعض مراد الله في ابتلائك.
فالله يتعرف إلى عباده بطريقين مختلفين: أقداره الحلوة وهي النِّعم، وأقداره المُرَّة وهي الشدائد.
فالنِّعم والشدائد كلاهما اختبار من الله، والناجح في هذا الاختبار هو من ازداد تعرفا على ربه، وتقربا منه، وإقبالا عليه.
والفاشل أو المصاب بحق هو من زادته أقدار الله الحلوة أو المُرَّة بعدا عن ربه، وانشغالا وإدبارا عنه.
فليس صاحب النعمة الحقيقية هو المعافى في بدنه وماله كما يرى أصحاب الابصار، بل هو المعافى في دينه وإيمانه كما يرى أصحاب القلوب الحية والبصائر.
والعبد قد يُشفِق عليه الخلق حين يرونه مصابا في ماله وبدنه، بينما زادته محنته ثوابا وأجرا وصلاحا وتقوى ورضا وصبرا، فهذا العبد قد أنعم الله عليه في الباطن، بينما يراه الناس مصابا في الظاهر، ولذا كان من أجمل ما قيل:
قد يُنعِم الله بالبلوى وإن عظُمت .. ويبتلي الله بعض القوم بالنِّعَم
2. علاقة القرآن بالصبر:
القرآن هو مفتاح الصبر، ويشمل هذا قراءة القرآن وحفظ آياته وتدبر معانيه والعمل بأوامره ونواهيه.
وتثبيت القرآن للقلب واضح في قول الله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ)..
وهو دليل على تثبيت القرآن للقلب، فمن انقطع عن القرآن، فقد عرَّض ثباته وإيمانه للاهتزاز، وانكسر إذا تعرض لزلازل الابتلاء.
وإذا كان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة إلى التثبيت بنزول القرآن مفرَّقا عليه، فكيف بقلوب أمثالنا؟!
ولو لم يكن لهذه الشدة إلا إقبالك على كتاب الله لكفاك –والله- وزاد عليك!
إن دواء القلوب المصابة بالشدائد مخبوء في ثنايا كتاب الله وبين آياته!
وإن تدبر القرآن يجيب على كثير من الأسئلة المحيِّرة التي تفرضها الأحداث وتقلبات الزمان من حولنا، فيكون جواب هذه التساؤلات في آية قرآنية أو قصة من قصص القرآن، فتحصل راحة القلب من تعبه، وسكينته من اضطرابه، وشفاؤه من حُزنه، ولذا قال ابن عطاء:
لا يسمع سورة يوسف محزونٌ إلا استراح لها، ولذا سمى الله سورة يوسف: (أحسن القصص).
- حفظ القرآن:
وأما حفظ القرآن فهو مما يعين على تدبره عن طريق تلاوة ما تحفظين في صلاتك، وخاصة في جوف الليل، وقد قيل للحسن: فلان يحفظ القرآن، فقال الحسن: بل القرآن يحفظه.
يحفظه من البلايا والشيطان والنفس الأمارة بالسوء ومن كل سوء.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن