قُدسيّة رمضان
كتب بواسطة أ. طه ياسين
التاريخ:
فى : كلمة أسرة التحرير
1990 مشاهدة
تلتمعُ في العيون نجومُ السرور، وتكتسي الألفاظُ من عسل القلوب، وتكتب الإنسانيةُ بقلم الروح أجملَ ما تكتب كلّ عام:
ترقّبوا الضيف العظيم..
يلاقي هذا الضيف في مستقبِليه فريقين من الناس:
• الأول: المحتفي به، المشتاق له، المستأنس فيه من وحشة أحد عشر شهراً، فيجلّه وأيّما إجلال، فيصوم بطنُه ولسانه وقلبه.. وفي هذا الصيام _الذي هو المنع _ سرُّ العبودية الصادقة الذي لا يوجد في العبادات الأخرى، والذي استأهل قولَ الله تعالى في الحديث القدسي: ((يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا)) (رواه البخاري).
• والفريق الثاني: المتبرِّم به، والمجافي له، فيه مَن يشرب العصائر، ويتعاطى التدخين والـ (النرجيلة) على الشُّرفات ومفارق الطرق، وفيه المطعَم الذي لايكتفي باستقبال المرضى والمسافرين؟؟ بل يتخذ من رمضان موسم مال؛ يكثِّف من عروضاته المغرية.
فيه الإعلام؛ وما أدراك ما الإعلام..!! سلطةٌ تَسحر أعين الناس، تنهض في شهر القرآن، فتضرب بكل ما أوتيت من قوَّة، لتصدّ المسلمين عن ذكر الله وتفسدَ عليهم وقتَهم الثمين!!
تجهد في محاولة تشويه معالم الدِّين الحنيف وأهله، فتُنتج البرامج والمسلسلات الضخمة، وتبذل من المال ما يسدُّ خلّة لاجئي العالم؛ لتصدَّ المسلمين عن قرآنهم وتراويحهم، ولحظات قد لا تعود..
وما من سبب لذلك سوى أنَّ المسرفين في أهوائهم ومُتَعهم، الضعفاء في كلِّ مواقف حياتهم، يشعرون بعقدة نقص تُجاه الملتزمين بمبادئهم السائرين بنعيم دينهم، فتكون منهم البغضاء..
إنّ من دواعي العجب أن ينزل رمضان ضيفاً كريماً يحمل معه المغفرة والرحمة والعِتق من النار، ثم يجد في قسم ٍ من مستقبليه مَن يشيح بوجهه عنه بدلاً من أن يبجِّله ويعظِّمه مستجيباً لقوله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)!!
وأقول: إن لم يدفع هذا الفريق حبُّه وتعظيمه لرمضان؛ فلا أقلّ من أن تدفعه شهامته وحسن ضيافته.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
مسرى الأرض ومعراج السماء.. بيان وأضواء!
عامٌ مَرّ..
كشف الثقوب.. في أدعياء علم الغيوب! الجزء الثاني
كشف الثقوب.. في أدعياء علم الغيوب!
ضَوْءٌ لَمَعَ وَسَطَ المَدِينَة