أديبة وكاتبة | المدينة المنورة
أمِّي أنت الحياة
كتب بواسطة إيمان شراب
التاريخ:
فى : بوح الخاطر
3157 مشاهدة
راقبتُه وراقبت طقوس الناس خلاله حتى انتهى، ما يسمى بعيد الأم، ووجدتني أتساءل:
• لماذا احتفلت فئة كبيرة من النساء مع الأبناء والعائلة هذا العام وقد كنّ قبل سنوات يستنكرنه، بل وسعدن بالتهاني والهدايا ؟ لم هذا التحول في الموقف؟
• لماذا تبادلت الأمهات المسلمات التهاني والأمنيات ربما أكثر من الأمهات اللاتي اخترعت جدتهن هذا العيد؟
• لماذا شعرتْ بالغيرة والنقص بعض الأمهات اللاتي لم يحتفل أبناؤهن بعيدهن؟
• لماذا ظنت بعض الفتيات عقوقهن لمّا رأين أنهن لم يحتفلن بأمهاتهن كالغير؟
لكن.. ألا تستحق الأم عيداً وهي التي تستيقظ من الفجر فتصلي وتعد الفطور ثم تنظّم وتجمع ما تبعثر هنا وهناك ثم تكنس وتمسح وتلمّع وتعدّ طعام الغداء، وتغسل جبلاً من الملابس وتحاول أن تقلل حجم هذا الجبل بالطي والتطبيق، وتأتي بعد ذلك مرحلة وضعها في الخزانات وكل مرة يصدمها منظر الرفوف التي تبدو وكأنها تعرضت لغارة، ولا يخلو يومها من إعداد قهوة بمذاقات مختلفة والشاي بالأنواع، والعشاء لن يكون نهاية اليوم غالباً، أما الاستراحات بين تلك الأعمال فتكون للصلاة والإرضاع وتغسيل الصغار وإطعامهم والنقاشات والخلافات مع الكبار التي لا تنتهي، ولن أتحدث عن مصاعب تدريس الأبناء فلا مجال... وما بالنا أيضاً بالموظفات خارج المنزل؟
هل فكرت الأسرة أن تعطيها يوماً في الأسبوع إجازة وراحة من كل شيء؟ هل عاونوها في المنزل دون أن تطلب هي منهم ذلك كل يوم وكل ساعة؟ هل تقربوا منها بالكلمة الحلوة وتلبية طلباتها وتدليك جسدها المتعب وتدليلها وشراء الشيء الذي تحب والتبسم في وجهها والنظر إلى وجهها طلباً للأجر؟ هل كانت أصواتهم منخفضة عند محاورتها وخفضوا أجنحة الذل من الرحمة؟ هل فاجؤوها باحتفال بين الفترة والأخرى يجتمعون على طعام أو حلوى وأكرموها بما يستطيعون من الهدايا حتى لا تشعربحاجتها لعيد أم أو ميلادأو زواج؟
ثم... ما زال لدي المزيد من الأسئلة: أين الإعلام المسلم أو الجهات المسؤولة عن الأمهات الأسيرات في سجون الصهاينة المحتلين؟ وأين هم عن الأمهات القابعات في السجون السورية ظلماً وعدواناً وأين هم عن الأمهات الهاربات من نيران الحروب في العراق، والأمهات الجائعات في المخيمات والأحياء والبلدات وقد خرجن هائمات يبحثن عما يسد جوع أطفالهن؟ وماذا عن المريضات والمطحونات وغير المتعلمات؟
ترك الإعلام كل تلك المشاكل واستضاف المفسدين والمفسدات على الشاشات ليغنوا لنا: ست الحبايب... وأبرز الكاتبات والإعلاميات المجترئات على الله ورسوله وغيرهن من المفسدات في الأرض، والأولى بإعلامنا أن يذكّر طول العام ب"أمك ثم أمك ثم أمك" كما أوصانا رسولنا عليه الصلاة والسلام، وأن يذكّرنا كل يوم أن أمهاتنا هن الحياة وبدون إ رضائهن وإسعادهن تموت الحياة
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن