عمل عربي.. عمل غير متقن
في فرنسا عبارة يستخدمها الكثيرون وهي un travail d'arabe يعني 'عمل عربي' في اشارة لأي عمل غير متقن وعمل ناقص ويجب حتما اعادته
وهناك ايضا لعبة معروفة بالtelephone arabe اي التلفون العربي وهي اللعبة المعروفة بفكرة انك تقول كلمة للشخص الذي بجانبك وهو يقولها للذي بجانبه حتى تصل في النهاية مختلفة تماما!
بالرجوع لأصل العبارة الأولى تجد المفارقة ان هذه العبارة استعملت سابقا في الأندلس للدلالة على عكس المعنى الأول تماما اي للدلالة على العمل المتقن الدقيق الذي كان يتميز به العرب هناك...
للأسف المقولة الفرنسية لها كل ما يبررها فلا اعرف احد حتى من العرب أنفسهم الا ويفضل التعامل مع غير العرب - الا من رحم ربي-
نتحدث هنا عن المتدينين وغير المتدينين طبعا
من الأشياء المضحكة المبكية مثلا ان احد القائمين على المصلى الذي نصلي فيه يقول فلندعو الناس على الساعة ٧ بما ان الاجتماع على ال٨ فهم اصلا سيأتون متأخرين بكل الاحوال
ما الذي يعنيه هذا؟ يعني ان الأصل في لاوعينا صار التأخير وعدم التزام الموعد, والخطورة فيه أنه يفقدنا آخر ذرة من تأنيب الضمير
ونحن نتحدث هنا عن دين الأوقات فيه حتى للعبادات لا مزاح فيها
لا يمكن لك ان تصلي الظهر ليلا مثلا او ان تفطر رمضان قبل المغرب ولو بدقيقة او ان تحج في شهر غير شهر الحج... دقّة متناهية في ضبط الوقت!
كل هذا يحدث ونحن نتكلم ايضا عن دين لم يترك فرصة الا وذكرنا في كتابه عن كلمة « الإحسان » -وهو معنى يفوق معنى الإتقان بدرجات-
هذه الهوة السحيقة بين السلوك والدين أو ما بين ما نحن عليه وما يجب علينا أن نكون تشرح كثيرا الصورة النمطية التي خرجت وانتشرت كالنار في الهشيم
وكما ان الصورة خرجت من لا احساننا فلن يعيد الصورة لنقائها الا "الإحسان"...
(من خطبة جمعة مرّ عليها سنة)
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن