نفسي والبحر
انطوت فيه أسرار عجيبة.. صنع الله الذي أتقن كل شيء...
أذهلني مشهده وهو يتحرك مع تبدل طقس الصيف إلى الخريف... وأخذ من نفسي شيئا وهو يتهيأ لاستقبال الشتاء في حركة متماوجة متناسقة... وله في الشتاء رواية أخرى....
تمثل لي البحر نفساً في ما تظهر وما تبدي وما تخفي وما تستر... في أعماقها الحب والكره والطيبة والخبث... في أعماقها الأصداف واللالئ والجواهر والغرائب... هي النفس البشرية بكل ما فيها من عجائب... من ثوابت ومتغيرات..
سبحان من خلق هذه النفس باختلاف طبائعها (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها؛ قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)
ولنتأمل قول الله تعالى في اختبار الجيش مع طالوت :{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة:249) ، وكان الاختبار للنفس في الاختيار مع أي الفسطاطين تكون: مع المؤمنين أم مع الكافرين.... فكانت النتيجة:"فشربوا منه إلا قليلا منهم "؛ هم أولئك القلة الذين يحملون أنفسهم على ترك ما تحب وتحمّل ما تكره وذلك في سبيل بلوغ النصر...
فمن أراد أن ينتصر في الدنيا فعليه أن ينتصر على نفسه أولا وأن يطوّعها على المضي في سبيل الله قُدماً؛ فطريق النصر ليس سهلا بل يحتاج نفساً بعيدة الأغوار تُغلّب طاعة الله على ما تهوى..
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة