بقي حُلماً يراودني
مضى على زواجي منه أكثر من خمس سنوات.. ورغم أنه شديد الحرص على تأمين راحتنا المادية... إلا أنه لا يلتفت أبداً إلى الجانب المعنوي في علاقتنا... يأتي من عمله فلا يتكلم... يتناول طعامه، ويأخذ قسطاً من الراحة... ثم يذهب للقاء أصدقائه.
.. بالكاد يُعطيني انتباهه أو سمعه... بالكاد يتكلم... صحيح أنه لا يتدخل بطريقة إدارتي لشؤون المنزل ولتربية أولادنا، ولا يُعيق مهمتي، إلا أنني أحتاج لمن يشاركني حياتي مشاركة حقيقية.. أحتاج لزوج يُشعرني بأنني مهمة بالنسبة له... يعبر لي عن آلامه وآماله وحبه... كل ذلك بقي حلماً يراودني... ما يصبّرني أنه زوج كريم خلوق هادئ، وحياتي مستقرة معه...
ولكن ماذا أفعل بحياة لا روح فيها ولا دفء؟
< المعالجة: «الجفاف العاطفي»، أو فقدان ما يسمّى «الرومانسية» أكثر ما تفتقده النساء في أزواجهن، وهي شكوى معظم الزوجات. ولعل في ذلك سلوى لكِ.
ويزيد في السلوى أنك تحمدين في زوجك أخلاقاً وطباعاً كثيرة، تفتقدها كثيرات في أزواجهن. لقد ذكرت أنه (شديد الحرص على تأمين راحتنا المادية)، ومئات آلاف النساء يشتكين بخل أزواجهن.
وذكرت أنه (لا يتدخل في طريقة إدارتي لشؤون المنزل وتربية أولادنا، ولا يُعيق مهمتي) ومئات آلاف النساء أيضاً يعانين من انتقاد أزواجهن لهن ولطرق إدارتهن البيت وأساليب تربيتهن أبناءهن،
ويتدخلون في أعمال زوجاتهم فأرهقوهن وأحبطوهن ونغّصوا عيشهن. وذكرت أنه (كريم خلوق هادئ، وحياتي معه مستقرة..) وملايين الزوجات يفتقدن واحدة على الأقل من هذه الصفات التي يتصف بها زوجك
فكيف وقد... اجتمعت فيه. ينبغي أن تزيدي رضاك عن زوجك، وأن ترضي بطبعه هذا،
فهو أقل شأناً من الأخلاق العظيمة الأخرى التي اجتمعت فيه. وأريد أن ألفتك إلى أن ما تطلبينه من زوجك،
رغم حاجتك إليه، قد يوصل إلى ما ينال من استقراركما وسلامة حياتكما الزوجية، فمحادثته معك
وبَوْحه بما يعانيه قد يجعلك تنتقدينه، أو تلومينه، أو حتى تنصحينه، فيضيق بك، وينفر منك، فيثور بينكما جدال يُفضي إلى نزاع،
يعقبه هجران. رغم هذا كله فإني لا أنكر عليك حاجتك التي عرضتِ لها
، وما أكثر ما أوصي الرجال بتلبيتها. وأقترح عليك ما يأتي:
1- بعد التوجه إلى الله بالدعاء، أسمعيه كلمات الثناء والرضا والشكر وغيرها من الكلمات الطيبات..
ثم سَلِيه: بم شعرت حين سمعتها؟ فإذا عبّر عن رضاه وسعادته لسماعها، قولي له:
أنا أشعر أضعاف ما شعرت به لو سمعت منك مثلها.
2- انقلي إليه كلامي الآتي وأخبريه أنه موجّه مني إليه مباشرة: أخي الفاضل الكريم:
أهنئك بشهادة زوجتك لك، وبهذه الأخلاق الجميلة التي حباك الله بها، لكن المرأة، تحتاج من زوجها قربه منها، والتصاقه بها
، أمَا قال تعالى: {هُـنّ لباسٌ لكمْ وأنتم لباسٌ لهن}؟ واللباس أقرب إلينا، وألصق بنا، به نستر أنفسنا، وبه نتجمل ونتزين،
وبه نتّقي الحَر والبرد، فهلاّ حققت هذه المعاني في صلتك بزوجتك، فأفضيت لها بمشاعرك،
واقتربت منها أكثر فبُحت لها بمكنونات نفسك، وأحاسيسك ومشاعرك، وأفكارك وخواطرك،
واستشرتها في بعض شأنك كما استشار النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة في صلح الحديبية؟ وفقكما الله، وأصلح بينكما، وبارك لكما.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن