زوجتي تهتم بالمظاهر كثيرًا!!
الاستشارة:
متزوج منذ خمس سنوات، زوجتي جميلة، أنيقة، جعلت المنزل واحة من الجمال.. مشكلتي معها أنها تهتم بالمظاهر كثيرًا على حساب ما هو أهم بكثير، وتتنافس دائمًا مع قريباتها وصاحباتها على اقتناء أشهر الماركات من الملابس والعطور وأدوات الزينة والأثاث وغيرها، وهذا ما يجعل مشكلتي معها مركّبة؛ فهي من ناحية لا تفهم الاهتمام والحب إلا من خلال الأمور المادية: فأن أشتري أكثر يعني أنني أحبها أكثر! الأمر الآخر مشكلة إسرافها المبالَغ فيه. فما السبيل إلى التخفيف من تعلقها بالمظاهر وما يترتب على ذلك من إسراف؟
المعالجة:
(أن أشتري أكثر يعني أنني أحبها أكثر): هـذا ظن خاطئ لكنه موجود في عقول كثير من الناس، والنساء منهم خاصة، ونحتاج جميعًا لتصحيحه، وبيان أن تلبية الحاجات المادية لا تعني الحب دائمًا.
وأرى أن تسأل زوجتك: هل يحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنته فاطمة رضي الله عنها؟ وستستنكر عليك سؤالك، لأن الإجابة معروفة وهي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبها ويحبها كثيرًا حتى كان يقوم لها، ولقد قال فيها: «فاطمة بَضْعة مني، فمن أغضبها أغضبني» رواه البخاري.
ثم قل لزوجتك: لقد طلبتْ رضي الله عنها من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُحضر لها خادمًا - والخادم للمرأة والرجل - فوجّهها - صلى الله عليه وسلم - لما هو خير لها من الخادم: ذكر الله؛ فهل يعني هذا أنه لا يحبها؟
أما إسرافها فقل لها: هل تريدين ارتكاب محرّم؟ ولا شك في أنها ستجيبك بالنفي، عندها قل لها: إنّ الإسراف محرم، واتْلُ عليها قوله تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31] فهل يُرضيكِ أن لا يحبك الله تعالى؟
وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ﴾ [الإسراء: 27] فهل يُرضيك أن تكوني أختًا للشياطين؟
ثم ذكِّرها بما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - من الزهد، وذكّرها بأنّ الدنيا فانية، وهذا التنافس في المظاهر يصرفنا عن العمل للآخرة، وليكن تذكيرك لها برفق ولطف وحب، مُظهرًا خوفك عليها، وحرصك على نجاتها من النار، وأكِّد لها أنك لا تبخل عليها بأن تضع لها في حسابها بعضًا من مدخراتك.
من جهة مقابلة، فإني أرجو أن تقدّر ما في زوجتك من أخلاق وطباعٍ أثنيت أنت بها عليها، وهي مهمة وأساسية، (جميلة، أنيقة، جعلت المنزل واحة من الجمال...) ولذا يَحْسُن حين تَعِظها وتنصحها أن تبدأ بشكرها والثناء عليها فتقول لها: أشهد بأنك تُدخلين السرور إلى قلبي حين أنظر إليك، وأعترف بأنك نجحت نجاحًا باهرًا في جعل بيتنا جنة زوجية هانئة... لذا أتمنى ألا نكون ممن عُجِّلت طيباتُهم في حياتهم الدنيا بذلك الإسراف الذي نحن فيه، ولا تقل لها: (الذي أنتِ فيه).
ولا تنسَ الدعاء لزوجتك بأن يصرف الله عن قلبها حب المظاهر، وأن يُبعد عنها ذاك التنافس على الدنيا، وأن يجعلها الله راضية قانعة، تحب الآخرة وتعمل لها.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة