كيف أتأكد من أن غذاء طفلي مناسب؟
أهم الخطوات لتغذية سليمة للأطفال.
إعداد: أخصائية التغذية أفنان الحلو
إنه من أصعب الأمور التي أواجهها في عملي محادثة الأهل عندما يتعلق الأمر بطفلهم الذي يرفض أن يتناول الطعام.
فلو أردت تقسيم الحالات التي تو...اجهني لكانت كالتالي: 95% من الأطفال يعانون من دلال زائد، 4% مخاوف
ليس لها صحة من قبل الأهل، 1% طفل يعاني فعلا من فقدان الشهية.
واصعب الحالات الثلاث هي الأولى، حيث تأتي الأم شاكية قائلة: إن طفلي يرفض تماما أن يتناول الطعام،
بالرغم من أني أغيره له يوميا وأتفنن في طرق تقديمه له. السؤال المعتاد من قبلي كالتالي: أخبريني عزيزتي،
هل يحب طفلك أن يتناول السكاكر والحلويات ورقائق البطاطس؟
الإجابة كالمعتاد: نعم، يتناول هذه فقط، ولهذا جئتك يا دكتورة كي تصفي لي فيتامين فاتح للشهية،
فيتناول أطباقه كاملة مثل باقي أطفال الناس والعالم.
أقول لها في هدوء: هل تعلمين يا عزيزتي، أنني لو وصفت لك هذا الفيتامين، فإن الطعام الذي ستنفتح شهيته عليه
هي السكاكر وليس غيرها؟ لأنه للأسف لا يوجد فيتامين يعدل التربية الخاطئة، الشهية ستفتح ولكن هذا لن يجعله
يطلب الأطباق التي لا يحبها!
تقول: وماذا أفعل؟ هنا أخبرها: اسألي خبراء السلوك التربوي، وليس أنا.. وتعلمي كيف تسيطرين على طفلك، بدلا
من أن يسيطر هو عليك.
صحيح أن نصيحتي هذه في العادة لا تلقى أذنا صاغية، ولا تفعل الأم شيئا سوى ان تلح علي في طلب الفيتامين لطفلها،
فأضطر بعد الإلحاح أن أعطيها إياه، لكني أتمنى أن يأتي اليوم الذي تفكر فيه في كلامي،
بعد أن تتعب من سؤال الأخصائيات وتجربة الفيتامينات على جسد ابنها الصغير.
من ناحية أخرى، أكتب هذا المقال للخمسة في المئة الباقية، التي تبحث عن أكثر الطرق أمنا في مجال تغذية الأطفال السليمة.
إذ أنه من الطبيعي أن يبحث كل شخص عن التغذية الأمثل لأطفاله، وهذا يعني أن يتأكد من أنهم يتناولون يوميا
غذاء صحيا متوازنا. قد تتضارب الأنباء عن تغذية الأطفال المثلى، سواء من الوسط الصحي أو من الإعلام،
لكن فيما يلي أهم ستة مبادئ يجب اتباعها في تغذية الأطفال ليحصلوا على احتياجاتهم. وفي المقابل،
سوف نحصل على أطفال بعظام وأسنان قوية، جهاز صحي قادر على الهضم بشكل سليم، دم منتعش غني بالأكسجين
وعادات غذائية صحية يتبعونها طيلة حياتهم.
أولا: الكالسيوم.
الكالسيوم هو عنصر الأساس في بناء العظام والأسنان القوية. وهو العنصر الأهم على الإطلاق طيلة فترة نمو عظام الطفل.
أما الأغذية الغنية بالكالسيوم فهي: الحليب البقري، الأجبان، واللبن الرائب. أيضا بعض الخضار الورقية الخضراء
وبعض العصائر المدعمة بالكالسيوم تعتبر مصدرا جيدا. وهذه بعض الطرق التي يمكن أن تتبعها لمنح أطفالك
الكالسيوم اليومي الذي يحتاجونه:
1. ابدأ يومهم بطبق من حبوب الإفطار الكاملة والمخلوطة مع الحليب، وبجوارها طبق من الفواكه المقطعة.
2. بين الوجبات قدم لهم أطباق من اللبن الرائب سواء العادي أو المنكه بالفواكه، أو أطباق من الجبن مع الخضار،
كلما أرادوا أن يتسلوا ببعض الأطعمة لتوفير مستوى جيد من الكالسيوم لهم.
3. ابحث عن الحبوب المصنعة خصيصا للأطفال (رقائق الأرز الكامل أو القمح الكامل) والعصائر المدعمة بالكالسيوم
وقدمها لهم بين الوجبات كذلك.
ثانيا: الألياف
كل شخص على ظهر البسيطة بمن فيهم الأطفال بحاجة إلى ألياف غذائية يومية حتى يحافظوا على صحة
جهازهم الهضمي وتجنب المصاعب الناجمة عن سوء الهضم.
وإليك بعض الأفكار التي تستطيع من خلالها تقديم كميات وافرة من الألياف إلى غذاء أطفالك اليومي:
1. طبق من الحبوب الكاملة كما ذكر أعلاه في بداية النهار يوفر كمية جيدة من الألياف تعادل 3 جرامات أو أكثر.
وفي العادة فإنه كلما زاد طعم السكر في الحبوب الكاملة فإن كمية الألياف تكون أقل.
لذلك يفضل أن تشتري الحبوب غير المحلاة على أن تقوم أنت بتحليتها لاحقا بالطريقة التي تفضلها،
بالعسل مثلا أو بإضافة بعض الفواكه، أو حتى السكر العادي بكمية قليلة.
2. قم بتقطيع الفواكه والخضار وضعها في متناول اليد أمام الأطفال لتساعدهم على تغطية احتياجاتهم من الألياف اليومية،
لا تلجأ إلى عصائر الفواكه دائما بل اجعل خيارهم الأول هو الفواكه الطازجة والغنية بالألياف.
3. البقوليات تعد مصدرا هاما من مصادر الألياف الغذائية. لذلك احرص على تواجدها في بيتك ودسها بين الأطعمة،
مثل الحمص والفول والترمس والبازلاء والفاصوليا. يمكن أن تضعها في السلطة مثلا أو في الحساء،
أو على شكل وجبات خفيفة (البليلة مثلا).
4. الخبز الأسمر يعد أيضا مصدرا هاما للألياف. يفضل الابتعاد عن الخبز الأسمر المنفوخ مثل التوست الأسمر وغيره،
لأن المواد الرافعة في هذه المخبوزات ليست صحية، واللجوء إلى خبز أسمر آخر في حالة عدم استساغة الخبز الأسمر العادي.
مثل خبز التميس الأسمر، الطابون الأسمر وما شابه.
ثالثا: البروتين:
كل خلية في الجسم مصنوعة من البروتين، والخلايا مجتمعة تشكل مختلف الأجهزة الحيوية في الجسم.
البروتين موجود بشكل رئيسي في الأطعمة الحيوانية، مثل منتجات الألبان، البيض، اللحوم، اللحوم البحرية.
وبكميات أقل يتواجد البروتين أيضا في البقوليات، المكسرات، الخضار، والحبوب.
يمكنك أن تحسن من محتوى طعام طفلك من البروتين ببعض الأفكار التالية:
1. معظم الأطفال يحبون البيض. لذلك قم بتحضيره بعدة طرق: البيض مع الخبز – البيض المسلوق –
البيض مع المعجنات- شطائر البيض.. الخ، هذا سوف يحسن من محتوى الطبق من البروتين والحديد
وبعض العناصر الأخرى المهمة.
2. بدلا من أن تحضر أسماكا كاملة قد تزعج الصغار بأشواكها يمكنك الاعتماد على سمك التونا او سمك الفيليه
التي يتناولها الصغار براحة كاملة. وبهذا تكون قد منحتهم الحمض الدهني الأساسي أوميغا 3 بالإضافة إلى البروتين سهل الهضم.
3. أضف المكسرات إلى اطباق النشويات، أو أضف اللبن، أو الخضار لجعل أطباقهم غنية بالبروتين والألياف والدهون الصحية غير المشبعة.
رابعا: مضادات الأكسدة الرائعة:
مضادات الأكسدة ترفع من مناعة الجسم في مواجهة الأغذية الضارة التي قد تسبب دمارا في الخلايا.
غذي طفلك بالأطعمة التي تحتوي على هذه المضادات مثل: التوتيات، الحمضيات، الجزر، السبانخ، البندورة، الفليفلة واللوزيات.
1. أحضر معك قطع البرتقال، وعصائر الحمضيات الطازجة، المكسرات لأي نشاط رياضي قد تمارسه أنت وأطفالك،
حتى يرفع من مناعتهم.
2. في علب الغذاء المدرسية ضع معها بعض قطع الجزر، أو البندورة الكرزية، أو شرائح الفليفلة حتى توفر بذلك
الألياف الغذائية ومضادات الأكسدة في نفس الوقت.
3. أكثر من توفير الأطعمة الغنية بصلصات البندورة او حسائها.
خامسا: الحديد:
في العادة فإن غذاء الأطفال فقير من الحديد، العنصر المسؤول عن حمل الاكسجين في الدم وبالتالي
يحافظ على مستويات النشاط البدني عالية لدى الأطفال. احرص على توفير غذاء غني بالحديد لأطفالك وذلك بتوفيرك للأطعمة المحتوية له: اللحم، البيض، السمك، الخضار الورقية الخضراء الغامقة، البقوليات، الفواكه المجففة، والأغذية المدعمة بالحديد.
1. فيتامين ج يزيد من قدرة الجسم على امتصاص الحديد، لهذا يمكنك أن تقدم عصير البرتقال الطازج مثلا مع وجبة الطفل.
2. حاول أن تقدم أطباق الخضار الورقية الخضراء الغامقة بطريقة أكثر جاذبية للأطفال
لا بأس لو وضعت مع نفس الخضار بعض الفواكه، أو جعلتها ضمن معجنات او في أطباق محببة لهم.
3. بعض أنواع الحليب المتواجدة في السوق للأطفال مدعمة بالحديد، يفضل أن تقتني بعضا منها خصوصا
إن كان طفلك من النوع الذي ليست لديه شهية تجاه الطعام.
سادسا: احذر من الأغذية المصنعة.
لديك خياران: إما أن يكون الطعام منزلي الصنع، أو أن يكون الطعام الذي تحصل عليه لأطفالك
حائز على شهادات جودة عالمية لعل من أهمها:
HACCP, SGC,ISO 22000,
اما بقية الأطعمة التي تزعم خلوها من المضافات الغذائية غير المرخصة، والألوان الصناعية،
فإنه لا شيء يؤيد كلامها مالم تحصل على إحدى تلك الشهادات. وإنه لمن المؤسف مراقبة حال بعض الأولا
د الذين يسمح أهليهم لهم بتناول الأغذية المليئة بالمضافات الصناعية المسرطنة والمحتوية على المعادن الثقيلة والسامة،
طيلة الوقت بدون حسيب ولا رقيب.
متمنية لأطفالكم نموا عقليا وجسميا سليما
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن