حوار موجع على الواتساب
• أنا: السلام عليكم أخي.. أبلغوني أنكم جهة موثوقة لتوزيع المساعدات.. هل لكَ أن تصف لي الوضع عندكم في الغوطة الشرقية؟ أنا مذهولة من هول الصور التي نراها على التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي..
- الأخ: وعليكم السلام أختي.. ما تَرَيْنه أختي لا شيء مهما كتبتُ لكِ عن بشاعة ما يحدث أمام ما نراه هنا لن أكون مُنصفاً.. ما يحدث هنا أفظع الجرائم التي عرفها التاريخ.. نجد صعوبة في دفن موتانا وفي تعدادهم.. الجثث مكدّسة هنا وهناك..
• أنا: كيف حال أهالينا الأبرياء خاصة الأطفال والنساء؟
- الأخ: الآلاف يختبئون في السراديب حيث لا يتوفر الطعام أو الماء أو الدواء أو الكهرباء.. معظمهم من الأطفال والنساء الذين يتضوّرون جوعاً.. سراديب الغوطة هي غير الملاجئ التي تعرفينها.. السراديب هنا هي مكان أنابيب الصرف الصحي حيث الأمراض تنتشر بسرعة كبيرة بسبب الازدحام.. باختصار يكافح الجميع من أجل البقاء على قيد الحياة...
• أنا: قلوبنا معكم، وكل العالم متأثر بما يحدث في الغوطة.. وهناك إدانات دولية لما يحدث لكم..
- الأخ: أختي.. لم نعد نحتاج للتضامن الإنساني.. ولا تعنينا اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.. ولا تهمنا كافة الإدانات لخرق القانون الدولي الإنساني ولا الجلسات العاجلة في جنيف.. هذا التضامن لا يُنتج سوى المزيد من الموت..
• أنا: ألا تساعدكم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين؟
- الأخ: طبعاً.. استخدمنا أكياسهم وأعلامهم لتكفين جثث أطفالنا.. أعتذر لن أستطيع التحدث أكثر..
• أنا (بعد يومين): أرسلتُ لكم مبلغاً من أهالي الخير لأهالينا المحاصَرين في الغوطة.. الرجاء توزيعها على شكل حليب وطعام..
- الأخ: بارك الله بكم، تم استلام المبلغ وسيتم توزيع معُوناتكم خلال اليومين القادمين.. سأحاول جهدي تأمين الخبز والمواد الغذائية الأساسية اليوم لأن الأطفال الذين لم يموتوا من القصف سيموتون من الجوع في حال لم يصل الطعام لهم..
• أخت (بعد يومين): عذراً أختي.. يؤسفني إبلاغكِ أنّ الأخ قد استُشهد خلال توزيع المساعدات لأهالي الغوطة.. وصلَتْ تبرعاتكم الحمد لله.. لا شيء سيُثنينا عن إكمال مهمتنا الإنسانية.. عزيمتنا أقوى من أي وقت مضى، سنواصل الدعم لأهلنا الصامدين..
انتهى الحوار..
وارتقت روحه مع الأرواح التي تسابقت بالصعود إلى السماء لتنعى لخالقها موت الإنسانية وموت الضمير العـــــالمـــــــــي!
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة