دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
روشتة
روشتة
الكلمة أعلاه كلمة أجنبية، تعني كتابة كل ما يتعلق بالدواء، من مكونات ودواعي استعمال ومحاذير وآثار جانبية، توضع إلزاماً في علبة الدواء، تُكتب بعدة لُغات، تطوى برفق كي لا تأخذ حجماً.
لكن الأكثرية الساحقة ممن يشتري الأدوية لا يقرأها، ولا يعيرها اهتماماً، بل ولعله لا يبحث عنها، موجودة أو مفقودة، لأنهم يدركون أن الفائدة كل الفائدة في ابتلاع حبَّات الدواء واستراطها، وليس في قراءة الوصفة واستظهارها...
ولكن لو أن مريضاً اشترى دواءً، وفتح العلبة، وجعل يخرج الروشَتّة ويحفظها ويكررها، دون أن يبتلع حبَّة الدواء؛ فإنَّ مرضه سيزداد وألمه سيمتد...
يعِنّ لي أن أشبِّه الــــــــــدواء بالقرآن...
فأكثرية المسلمين تقرأ القرآن كما قرأ صاحبنا الروشَتّة... وأكثريتهم لا يعملون بتعاليم القرآن؛ بل ينحُّونها جانباً، كما نحَّى صاحبنا حبَّات الدواء جانباً...
القرآن نزل ليُعمل به، والدواء صُنع لابتلاعه...
اتخذ المسلمون قراءته عملاً.. واتخذ الحمقى قراءة الروشَتّة عملاً...
ولو أنَّ مسلماً لم يتلُ من القرآن آية طيلة حياته، إلَّا ما تصح به صلاته، لكنَّه يعمل بآياته حكماً وتحكيماً، وصدقاً وبِرّاً، وإحساناً وجهاداً، وصوماً وخشوعاً وخضوعاً، وعفَّة وتديُّناً، وجهراً بالحق ومواجهة للظلم؛ فإنه أحسن ألف مرة ممن يختم القرآن في كلِّ ليلة، لكنَّه لا يعمل بمضمونه...
العمل بالعلم هو الأساس {وقل أعملوا}.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة