ثورة على الأفكار
هي: أحببتُ هذا الكتاب.. جداً.. شعرتُ أنه يلامس مشاكل واقعية ويصف دواءً ناجعاً لمن غَزَت رأسَه الأفكار السلبية فعَمِي عن سعادةٍ زوجية يرنو إليها وترياقُها بين يديه وهو غافل!
هو: (الموجة والريح).. لفتني العنوان ابتداء.. حتى إذا ما شرعت بالقراءة لهذه الكاتبة - الأستاذة حصّة أحمد - الخائضة غمار الاستشارات الأسرية نهلتُ من أطايب نصائحها.. وحين فرغتُ من الكتاب عاهدتُ الله عز وجل أن أحاول ما استطعت البقاء في دائرة الأفكار الإيجابية، خاصة فيما بيني وبينك! ألا بدأنا نقاشنا حول الكتاب؟
هي: تقول الكاتبة إن الأفكار الداخلية التي تَصول وتجول في رأس كلّ منا إما أن تكون دافعةً نحو مشاعر جميلة، أو تكون مثبِّطةً تسوِّق للتعاسة الزوجية.. وغالباً ما تكون سلبية; ما ينعكس على مشاعرنا.. وقد نُصدِر أحكاماً جائرة على الطرف الآخر ونعامله على هذا الأساس!
هو: حين يحصل أي خلاف مهما كان بسيطاً بين الزوجين يبدأ حديث النفس وتبادل الاتهامات، وينتظر كل زوج من الآخر أن يتغيّر ويشعر بنفسه ضحية! والأخطر حين يترجم هذه الأفكار مشاعر تولّد تصرّفات سلبية تؤثّر بلا أدنى شك على العلاقة الزوجية..
هي: عايشتُ حالاتٍ عديدة لزوجاتٍ عشن هذا الصراع.. تبتدئ الحكاية بعد موقف أو كلمة من الزوج لتفتح الزوجة على نفسها باباً لا يُغلق بسهولة! وتبدأ سلسلة الأفكار السلبية: "زوجي لا يحبني.. لا يهتم بي ولا يأبه لمشاعري.. أنا تعيسة.. مللتُ الحياة.. هو بخيل وأناني وغير مسؤول.. يجب أن نفترق!".. ثم ما يلي ذلك أصعب.. إذ تفسّر كل تصرف منه أو كلمة أو حركة بناءً على أفكارها التي أصبحت مسلَّمات ثابتة عندها!
هو: لا بد من تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية.. وهذا الأمر ليس بالسهل وقد ترافقه آلام نفسية ومعاناة.. ولكنه ضروري جداً لإنقاذ الحياة الزوجية مِن شَفا حفرة الطلاق الصامت أو الفعليّ! والثلاثي الذي يجب أن يرتكز عليه هذا التغيير هو: الممارسة والتدرّب والرغبة.. لا أحد يمكنه تغيير الإنسان إلا هو! فإن وُجِدَت الإرادة والرغبة الجامحة في التغيير وُجِد الطريق بإذن الله جل وعلا..
هي: إنّ ارتباط الإنسان بالله سبحانه وتعالى بقضائه وشكره على نعمائه يساعد كثيراً في هذا الانتقال من السلبية إلى الإيجابية.. الحياة لا تخلو من المنغِّصات، ولكن على الزوجين أن يعملا على تطهير أفكارهما من السلبية.. وحين تنقلب إلى الإيجابية تصبح المشاعر جميلة وكذلك السلوك!
هو: نعم حبيبتي.. وتؤكّد الكاتبة أيضاً على ضرورة المصارحة.. والحوار مع النفس قبل الطرف الآخر.. ومن ثمّ تأتي الخطوة التالية في حوار الآخر للتعرف على أفكاره وتغذية المشاعر الإيجابية وإيجاد حلول مشتركة..
هي: أما الخطوات الفعّالة لتغيير الأفكار السلبية فهي كما عرضتها الأستاذة حصّة أحمد: التفكير العميق الذي يقود للبحث.. والاعتراف بسلبية الأفكار.. وإدراك تأثيراتها على نفسه وعلاقته بالطرف الآخر.. ثم المبادرة إلى التغيير قبل أن يُفرض عليه من الآخر أو يدق ناقوس الخطر..
هو: لا بد من سبر أغوار النفس والغوص في الأعماق ثم تحسين أنفسنا ومن ثم تحسين علاقاتنا مع الآخرين.. أما التفكير بتغيير الطرف الآخر ابتداءً دون المبادرة إلى تغيير أنفسنا فهو محض خيال!
هي: وهناك نقطة مهمة أثارتها الأستاذة حصّة.. ضرورة بذل الخطوات الإيجابية مع الزوج.. كتحقيق رغباته وأخذ المبادرات والتركيز على العطاء دون التفكير الدائم بأخذ المقابل! وكذلك التفتيش عن تفسيرات منطقية لتصرفات الطرف الآخر وأقواله دون التوغل في السلبية لتجنّب المشاكل..
هو: ومن الأفكار التي تجعل العلاقة الزوجية ناجحة: تقبّل الآخر والتعايش مع الاختلافات وزرع الثقة وكذلك المراعاة والاهتمام والتواصل البنّاء والالتزام بتحمل المسؤولية.. وتقابلها الأفكار التي تنسف الحياة الزوجية وأهمها النقد الجارح واللوم والاستخفاف!
هي: استمتعت حقاً بقراءة الكتاب.. واستمتعت أكثر بالنقاش معكَ حوله.. هذه اللحظات تزيدني قرباً منك.. وحرصاً عليك.. واستعداداً لبذل كل غال ونفيس في سبيل إنجاح زواجنا.. لنَسعد دنيا وأُخرى!
هو: (الموجة والريح).. ستكونين دوماً موجة تسكنين بحر حبي.. لأكون ريحاً هادئة ترافقك أينما حللتِ أيتها الوفية.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
هل تظنُّون؟!
السنوار... رسالة الرمق الأخير
فلْتَكُنِ العربيّة مادّة وازنة!
من شموس المشرقين.. في تاريخ هذا الدين!
فكُن إيجابيًّا