نصائح لتُضاعف مناعتك الصحية والنفسية في زمن الكورونا
كتب بواسطة نجلاء محفوظ
التاريخ:
فى : الحياة الصحية
1448 مشاهدة
نبدأ بأهمية الاعتراف لأنفسنا بالشعور بالخوف، وهو أمر صحي ومطلوب دينياً للالتزام بالحذر للحفاظ على النفس ولحماية الآخرين مع الاعتدال، فلا يتحول إلى ذعر فنؤذي أنفسنا ومن نحب، فالذعر يعطّل العقل، وينهك القلب، ويُضعف المناعة النفسية التي تقوى بالتشبث بحسن الظن بالله، ثم تذكر أن القبول ثلثا السكينة، أي قبول حدوث أزمات بالحياة أحياناً؛ ولا نتعامل معها كعقاب فنؤذي أنفسنا، بل كفرصة لمحو الذنوب ولرفع الدرجات ولتقوية الإيمان والتضرع للخالق عز وجل والدعاء بزوال الغمة عن العالم بأسره، وضاعف التصدق واجعله عادة تستمر.
عندما يخبرك أحد بمخاوفه؛ تنبه ولا تمتصها، واستمع إليه باحترام ولا تقاطعه، ولا تتهمه بنقص الإيمان ولا بالمبالغة، وأشعره بأنك تتفهم مخاوفه وتثق بالوقت نفسه بنجاته، وذكّره بلطف بالتوعية النفسية والصحية، ثم تكلم في موضوع يحبه؛ وسيهدأ وستفوز بثواب مساعدته.
عندما تشعر بالخوف؛ اكتب لنفسك مخاوفك ثم اقرأها بصوت وكأنك تتحدث بها لأحد، وسارع بطمأنة نفسك كما تفعل مع صديقك المقرب، ونوصي بتجنب لوم النفس؛ لأنه يضاعف الخوف والتوتر، ولا تكتب على وسائل التواصل الاجتماعي للفضفضة؛ كما يفعل البعض، فينشرون التوتر بدلاً من حصاره، ويحصدون تعليقات تزيد أغلبها التوتر مع سخرية تتسبب بالضيق.
عالج خوفك
أفضل علاج للخوف هو الاسترخاء بالاستلقاء على السرير أو على سجادة بدون وسادة، والمباعدة قليلاً بين الساقين، ووضع الذارعين على مسافة من الجسم، وإغماض العينين، والتركيز على التنفس من الأنف فقط وإغلاق الفم، والاستمرار كما ترغب، وعند النهوض؛ استدر على جانبك الأيمن، وابق قليلاً، وواصل إغماض العينين، ثم اجلس ببطء، وانتظر قليلاً ثم امسح وجهك بيديك بلطف وافتح العينين ببطء وحافظ على الهدوء النفسي، وكرر ذلك يومياً لتحسين الحالة النفسية، ويمكنك ترديد جمل بعقلك وقلبك، مثل: «الحمد لله، أنا مطمئن، أنا بخير، الله يحفظني».
إذا شعرت بالتوتر خارج البيت؛ فاجلس باعتدال، وضع راحتي اليدين على الساقين بهدوء ولطف، وأغلق الفم، وركّز على التنفس من الأنف فقط، وردد الجمل التي تطمئنك في عقلك.
لزيادة المناعة النفسية؛ تجنب كل ما يثير الفزع؛ كمتابعة الفضائيات التي تبالغ بالحديث عن «كورونا» ووسائل التواصل الاجتماعي ومبالغة من تعرف، فكل ذلك كالأدخنة التي نمتصها دون وعي، وتتسلل لقلوبنا وعقولنا وتتراكم داخلها وتحرمنا من الطمأنينة وهي جوهر المناعة النفسية، فلنعتزلهم لحماية أنفسنا.
مع تذكر أن الفراغ أخبث عدو؛ فهو يدفعنا للتفكير بأسوأ الاحتمالات، ولنجتهد في ملء أوقاتنا بما يفيدنا، ولنتواصل مع الأهل عبر الهاتف، وننتهز فرصة تواجدنا أوقاتاً طويلة بالمنازل لترتيب حياتنا وإعادة النظام والدفء العائلي ومشاركة أفراد الأسرة ببعض الهوايات والاهتمامات، مع تخصيص وقت يومي للترفيه المباح، فهو ضرورة لإنعاش النفوس وتحسين الحالة المعنوية ولكسر الروتين اليومي.
ولنهتم بمتابعة تفاصيل انتشار «كورونا»؛ ليس لزرع الخوف، ولكن للمزيد من الحذر وباعتدال؛ حيث يتعامل البعض مع «كورونا» باستخفاف وكأنه يهرب من خوفه، ويبالغ البعض بالخوف فيتحول لرعب، لكن دائماً خير الأمور الوسط، والإحساس بالخطر مطلوب ومرفوض؛ مطلوب لزيادة الوعي، ومرفوض إذا تسبب بالهلع، ولنتسلح بالتفاؤل ونبشر به، ونطرد أولًا فأولاً التشاؤم، ولنأخذ بكل الأسباب ونعقلها، ونتوكل بيقين على الله سبحانه وتعالى، فوحده عز وجل الحافظ اللطيف بعباده.
هرمونات السعادة
نعلم جميعاً أن أي مرض عضوي تزيده الحالة النفسية السيئة، ومعظم الأمراض الجسدية سببها نفسي؛ لذا لنهتم بصحتنا النفسية، ولنتحلَّ دائماً بالابتسامة التي أوصانا بها الحبيب صلوات الله وسلامه عليه؛ فتبشر الآخرين بالخير، وتزرع بنفوسنا الطمأنينة، ويفرز المخ هورمونات السعادة (السيروتونين، والأندروفين، والدوبامين، والأوكسيتوسين) التي تحارب التوتر وتمنح الاسترخاء والتأثير الإيجابي على المشاعر، ونحصل عليها أيضاً بممارسة الرياضة ولو بالمشي داخل البيت، وبالعطور، والأطعمة الحارة، وبالتعرض للشمس، وتذكّر أن الضحك يحسن الحالة النفسية، ويضاعف من قدرة الجسم على تفادي الأمراض، وكذلك العلاقات الاجتماعية الجيدة، وأهمها صلة الرحم.
اهتم بزيادة مناعتك الصحية، وتجنب الإجهاد الذي يجعلنا أكثر عرضة للعدوى وللأمراض عامة، واحصل على قسط كافٍ من النوم لتعزيز مناعتك النفسية والصحية، واحرص على تناول الخضراوات والفواكه الطازجة وخاصة الحمضيات، وأكثِر من شرب الماء.
من أعداء المناعة النفسية الإكثار من المنبهات والأكل الدسم والحلوى؛ لأنها تُسبب العصبية وتضاعف القلق، فاعتدل في تناولها، واعتمد على الغذاء الصحي عادة وبأوقات الأزمات خاصة.
يزيد القلق هرمون «الكوروتيزول» الذي يسبب الإجهاد، ونحاربه بالاسترخاء وبتمارين التنفس، وأسهلها إغلاق فتحة الأنف اليمنى والتنفس بعمق من اليسرى مع إغلاق الفم، ثم إخراج الهواء من فتحة الأنف اليمنى مع إغلاق اليسرى والتنفس مجدداً من اليمنى وإغلاقها مع إخراج الهواء من اليسرى، وتكرار ذلك بهدوء على أن تكون النهاية بإخراجك للهواء من اليسرى وستحس براحة لطيفة تشجعك على التكرار.
استغل واستفد
لا تنكر إحساسك بالضيق لتغير نظام حياتك، ولتؤخر بعض مصالحك وإنجازاتك؛ للبقاء بالبيت، فالإنكار يضخم الشعور ويجعله يتوحش بعيداً عن سيطرتك، ولا تبالغ، واعتدل وسارع بطمأنة نفسك، فهذا وضع مؤقت ولن يطول بمشيئة الله، واستغل الوقت في العودة لهواياتك التي أهملتها لانشغالك وبترتيب أغراضك وبالانشغال بأي عمل يدوي لتهدئ العقل وتقلل التوتر.
تجاهل التصرفات السيئة التي قد تصدر ممن يشاركونك الحياة، فالبعض يفعلها بسبب التوتر وكأنه يلقي به على الآخرين، وآخرون لضيقهم من البقاء طويلاً بالمنزل، وهذا لا يتعارض مع الحسم لمنع زيادتها وعدم السماح لإبليس اللعين بتكديرك، والمسارعة بالابتسام لنفسك لمحو آثار التكدير أولاً بأول، وانشغل بفعل أي شيء، وساعد من حولك.
تعامل مع بقائك بالبيت كفترة استجمام وليس كاحتجاز؛ والمؤكد أن كلمة الوباء تشعرنا بالخطر، لكن كلمة النجاة مطمئنة، ولا بد من التشبث بالنجاة، واستفد من الشعور بالخطر لإعادة ترتيب أولوياتك بالحياة، وأحسن استثمار عمرك.
استفد من أوقاتك بتحسين علاقتك بأسرتك، ولا تتوقع نتائج سريعة؛ وكن صبوراً وستحصل على الأفضل بأحسن توقيت، واجعل ذلك عادة تفعلها دوماً ولا توقف حياتك حتى انتهاء الأزمة، وتعلم إسعاد نفسك، وكل من تحب بكل الأوقات، وكن مفتاحاً دائماً للخير وللبشاشة وللتفاؤل وحسن الظن بالله؛ وبذا تضاعف مناعتك النفسية والجسدية، وتزيد مكاسبك الدينية والدنيوية.
المصدر : مجلة المجتمع
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن