علاج الفتور
كتب بواسطة الشيخ محمد سالم بحيري
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
2186 مشاهدة
قلبي مات يا شيخ حرفياً !! لم أعد أحس بخشية أو خشوع حتى الصلاة أؤديها بدون أي خشوع ! وأحيانا لا أؤديها! الكلام عن الموت لم يعد يبكيني حتى! أنقذني أنقذك الله، أشعر وكأني أسير نحو المعصية من جديد ! نسيت توبتي!!!
ج / الحمد لله،
ذكرت أمرين: الفتور، وضياع الخشوع.
أما الفتور: فاعلم أيها السائل الكريم أن العباداتُ فتوح.
نعم،
فتح الله عزَّ وجل على عبدٍ في عبادةٍ معيَّنةٍ رزقٌ عظيمٌ من الله سبحانه
فقد يفتَحُ على العبدِ في عبادةٍ، ولا يفتح عليه في عباداتٍ أخرى.
فمن عبادِ الله ما يُفتَح عليه في قيام الليل، فلا يرقُد إلا قليلًا، ومنهم من يفتَحُ عليه في صِيام النَّوافل، فلا تكاد تراهُ إلا صائمًا، ومنهم من يُفتَح عليه في لُزُوم الجماعات فكأنه قنديلٌ من قناديل المسجد، ومنهم من يفتَحُ عليه في ختم كتابِ الله، ومنهم من يفتَحُ عليه في عبادة الحب في الله، نعم الحب في الله!
ومن عباد الله من يُرزَقُ الفتح في عباداتٍ كثيرة.
وفي كَلامِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إشارةٌ إلى هذا المعني، «فإن كانَ من أهل الصَّلاة دُعِي من باب الصلاة، وإن كانَ من أهل الصَّدقة دُعِي من باب الصَّدقة، وإن كان من أهل الجِهاد دُعِي من باب الجهاد، وإن كانَ من أهل الصَّوم دُعِي من بابِ الرَّيان»، وفي قول أبي بكر بعد ذلك إشارةٌ إلى عَظِيم الفتح بالأنس بعبادات كثيرة.
وقد أشار الإمام مالك رضي الله عنه إلى هذا المعنى، فقال: إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجلٍ فُتح له في الصلاة، ولم يُفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد، فنشْر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فُتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر...
وهذا نجدُهُ في آحَادِ الصَّحابة الكرام، عليهم رِضوانُ الله، فبلال رضي الله عنه يُفتَحُ عليه في ركعتين بعد الوضوء، تكون سَببًا لسَماع النبيِّ صلى الله عليه وسلم دفَّ نعلَيْه في الجنة، وأبو مُوسى يُفتح عليه في قراءة القرآن، وتتنزل السَّكينة لقرائته، وعبدُ الله بن عمرو يُفتح عليه في قيام الليل، ويحذره النبي صلى الله عليه وسلم من أن يتركَ موضعَ الفتح، فيقول: لا تكن مثل فلان؛ كان يقوم الليل، ثم ترك قيام الليل.
ماذا أريد إذن من هذا ؟
أريد أن أعلمكَ أن حالُ العبد الصَّالح في مُجَاهدة نفسه مثل حال المُقَاتل، قد يُغيّر موقعَه، ولكنه لا يتركُ الميدَانَ.
فإذا وجدتَ في نفسك فُتورًا عن عبادةٍ معينةٍ كنتَ تعتادُهَا، فالتمس لها الفتحَ من بابٍ آخرَ لها، أو التمس الفتحَ من عبادةٍ أخرى، وإلا فستشغَلك نفسك بباطلٍ.
فإذا وجدتَ في نفسك فتورًا عن وردك من القرآن .. فلا تقرأ من الموضع الذي وقفتَ عنده، بل اقرأ سُورة من السور التي لها محبةٌ في قلبك تزيد على أخوَاتها، وإلا فالتمس الفتح للقرآن بالذكر.
غير موقعك، ولا تترك الميدان.
أما عن الخشوعِ:
فاحفظ هذا، وتذكره:
يحصل الخشوعُ بأربع: إلقاء الصَّوارف، واستشعَارِ الجَلال، ووُلُوج جنّة التدبُّر، وثِقَل الكَاهِل بهَمِّ الآخرة.
إذا كبرت للصلاة = فألقِ عنكَ صوارفك، واستشعر جلال وقفتك، وتدبَّر في كل ذكر، ثم تذكر وقف مثل تلكَ في الآخرة.
ــــــــ ـــــــــ ــــــــــ ــــــــــــ
2 •• هذه الإجابة دمرتني تدميراً كاملاً، فأنا لا أرى ما أكتب من كثرة البكاء، يا شيخ إني لا أرى نفسي في أي من هذه الأبواب! أشعر وكأنني هلكت، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ج / الحمد لله،
اسمع هذين الحديثين:
أخرجَ البخاريُّ ومسلمٌ في صحيحيهما من حديث طلحة بن عبيد الله أنه قال:
جاءَ رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألُ عن الإسلام.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس صلوات في اليوم، والليلة».
فقال: هل علي غيرهن؟
قال: «لا، إلا أن تطوع، وصيام شهر رمضان».
فقال: هل علي غيره؟
فقال: «لا، إلا أن تطوع».
وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة.
فقال: هل علي غيرها؟
قال: «لا، إلا أن تطوع».
قال: فأدبر الرجل، وهو يقول: والله، لا أزيد على هذا، ولا أنقص منه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفلح إن صدق».
هذا هو الحديث الأول.
اسمع حديثًا ثانيًا:
أخرجَ الإمام أحمد وغيرُه من حديث عبد الله بن بسر قال:
جاء أعرابيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: من طال عمره، وحسن عمله. وقال الآخر: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فمرني بأمر أتشبث به.
فقال: لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله عز وجل».
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة