أسباب العصبيّة عند الأبناء

تُعتبر مشكلة العصبيّة الزائدة من أكثر المشكلات النفسيّة والسلوكيّة التي تزعج الأمّهات والآباء، والعصبيّة هي عبارة عن انفعال زائد يعبّر عن حالة وجدانيّة غير سارّة لدى الأبناء.

       كما يُعبّر الأبناء عن العصبيّة الزائدة بأنّها رسالة يرسلونها للأهل بسبب نقص يحتاجون له، أو بسبب آلام نفسيّة يشعرون بها.

       العصبيّة عند الأبناء لا تعتبر موروثة أو فطرية بل هي مكتسبة من البيئة المحيطة بهم.

       المشكلات النفسيّة والسلوكيّة تعتبر مكتسبة، إذن نستطيع أن نعالجها ونتخلّص منها.

       تنقسم أعرض العصبيّة عند الأبناء إلى قسمين، أعراض جسميّة وأعراض نفسيّة.

       الأعراض الجسميّة مثل: مصّ الأصبع، اللعب بالشعر، رمش العين، هزّ القدم، قضم الأظافر، عضّ الأقلام، عضّ الشفاه.

       الأعراض النفسيّة مثل: الثورة والغضب لأتفه الأسباب، الصراخ، كثرة البكاء، كثرة المشاجرات مع الآخرين، شرود الذهن والسرحان.

       أمّا عن أسباب العصبيّة عند الأبناء فهي ترجع إلى أسباب عضويّة وأسريّة ونفسيّة وتربويّة.

       الأسباب العضويّة مثل: نقص الحديد، فقر الدم، اضطراب بالغدة الدراقية، صداع مزمن.

       الأسباب الأسريّة مثل: المشكلات بين الزوجين، الطلاق، أساليب الوالدين الخاطئة بالتعامل مع الأبناء.

        الأسباب النفسيّة مثل: الشعور بالغيرة، الجفاف العاطفي من قبل الأهل، عدم الشعور بالأمن والاهتمام، الشعور بالرفض من قبل الوالدين، التعرض للتنمّر والسخرية والاستهزاء.

        الأسباب التربويّة مثل: التفرقة بين الأخوة، القسوة الزائدة، التسلّط والسيطرة والقهر، التذبذب بالمعاملة، الحرمان المادي، والحرمان العاطفي، الحماية الزائدة.

         كيفيّة معالجة مشكلة العصبيّة عند الأبناء:

         أولًا: إذا كانت الأسباب عضويّة يجب: معالجة الابن عند طبيب مختص.

         وللتقليل من عصبيّة الأبناء يجب: الحرص على تناول وجبة الإفطار وباقي وجبات الطعام بالوقت المحدّد لها، تناول كوب من الحليب الدافىء صباحًا ومساءً مع ملعقة عسل، وشرب ماء كافٍ لحاجة الجسم.

         ثانيًا: إذا كانت الأسباب أسريّة يجب: حل المشاكل الأسريّة، عدم التشاجر أمام الأبناء، ضبط العصبيّة عند الأم والأب.

         ثالثًا: إذا كانت الأسباب نفسيّة يجب: إشباع حاجات الأبناء النفسيّة والماديّة، إشعار الابن بالأمن الأسري، إشباع حاجاته للحبّ وهذا أكثر ما يحتاجه للتعافي من كلّ المشاكل النفسيّة.

        رابعًا: إذا كانت الأسباب تربويّة يجب: البعد عن أساليب التربية الخاطئة مثل العنف والقسوة والسيطرة، استعمال أساليب تربويّة إيجابيّة بالتعامل معهم، إعطائهم مساحة للتعبير عن سبب انزعاجهم، توصيل رسائل حبّ لهم من خلال قبلة الحبّ، وضمّة الحبّ، ولمسة الحبّ، ونظرة الحبّ.

         هذة من أهمّ الأساليب لعلاج العصبيّة عند الأبناء، نسأل المولى عزّ وجلّ أن يجعل أبناءنا هداة مهتدين غير ضالّين ولا مضلّين، وأن يوفّقهم لما يحب الله ويرضاه.