ماجستير في الدراسات الإسلامية
مسؤولة اللجنة الدعوية - جمعية الاتحاد الإسلامي
هذا بلاغ فيه كثير من التمنّي والأمل، وكثير من الشفقة والحرص على العرب، أناشدُهم فيه أن يهبّوا ويستنفروا لإنقاذ بلادهم وشعوبهم وحياتهم قبل فوات الأوان... فلا زال بمقدورهم أن يتوحّدوا ويحشدوا طاقاتهم وجيوشهم فينالوا من الوحش المتوحّش، الكيان الصهيوني سفّاك الدماء، لا زال بمقدورهم التصدّي له، لا زال بمقدورهم تغيير واقع خطير، بإمكانهم إيقافه ومنعه من الاستمرار في توحشّه المرعب هذا، لصالحهم ولصالح البشريّة كلّها. لأن هذا الذي أُطلِقَ على البشرية جمعاء، أُطلِق مع برمجة مظلمة خبيثة تأمره بألّا يتوقّف أبدًا ومهما خسر ومهما فَقَد؛ حتّى يخرج الأعور من مخبئه فيعيث في الأرض الفساد .
أما والحال هكذا، أما وقد عاين الجميع في الكوكب مدى إجرام وشرور الكيان الوحش، أما وقد جاهر ابن الأعور النتنyaهو بأنّه ماضٍ في إجرامه وسفكه للدماء البريئة فلم يُخْفِ شيئًا، أما وقد سقط قناع المنظومة الخفيّة العميقة التي تسيّر الإدارة الأمريكيّة، وأعلنت نيّتها تدمير البلاد وتقسيم المقسّم مع دعم خرافي كامل للصهيوني لينجز حلمه ويتوسّع طولًا وعرضًا، على أنقاض مساجد وكنائس وجثث وعظام، فماذا ينتظر العربُ؟؟ هل يظنّون أنّ الكيان لن يجتاحهم ويرتكب ما رأوه بأمّ أعينهم؟ هل يظنّون أنّ عدوّهم هذا حين يعاهد.. يحافظ على عهوده؟
هذا الذي فضح الله تعالى منهجيّة تفكيره الشيطانيّة في القرآن الكريم وكفانا مؤنة اختباره أصلًا، فوصفه بأنّه ينقض العهد ويقطع ما أمرَ الله به أن يوصَل!!
غريب ما نراه من برودة العرب واستخفافهم.. ففي الوقت الذي وعى قسم كبير من مفكّري الغرب واستفاق على بشاعة السرديّة "المظلوميّة" اليهودية واكتشف كذبها.. فانتفض ضدّ الوحش ورفض استمرار دعمه، وراح يدعم المظلوم الحقيقي بكلّ ما أوتي من قوة، وفي الوقت الذي صدع قسم كبير من الغربييّن بالحقّ ولم يبالِ بالعقوبات التي انهالت عليه والتهديدات والإقالات.. الحقّ الذي فتح عينيه على كارثة مرعبة قادمة، كارثة غاية في التوحّش والإجرام قادمة، فيما لو لم تتحرّك الشعوب والحكومات لإيقاف الوحش الهاجم بلا رادع ولا وازع ولا خوف من أيّ جهة كانت، حيث أدرَكَتْ أنّنا سنواجه -كبشريّة - محرقة عالمية شديدة الظلام حالكة، يقترفها كيان شرير مظلم يؤمن بالشيطان ربًّا، وينتهج نهجًا شيطانيًّا مرعبًا يرتكز على ما تتلوه الشياطين على سَحَرَتِه من جرائم يندى لها جبين الإنسان ويحتار.. فلا هو جيش يهاجم كما الجيوش! ولا هو يدافع عن أرض! ولا هو يحقّق أهدافًا ولا هو يريد أن يفاوض لمكتسبات! بل هو كيانُ شرِّ محض، أُطلِقَ من محبسه، ليمسح الأرض مسحًا ويبقر بطون حوامل، ويشرب دم أطفال، ويسلخ جلود جثامين، ويستخرج قلب وكبد وكلية، في خطّة مبرمجة لاستقدام الأعور الذي لن يظهر إلّا بعد أن يجتاح الكيان كلّ بلاد العرب ويقترف فيها كلّ الذي نراه اليوم، وعبر تقديم قرابين بشريّة مهولة العدد، وعبر تدنيس كلّ طهر، ونبش كلّ قبر..
هذا ما وعاه المفكّر الغربي "إيلان بابّي" فخرج على قومه يستنفرهم ليوقفوا الوحش قبل أن يلتهم كلّ شىء فيغدو عصيًّا على أيّ ردع! هذا الذي وعته مقرّرةُ الأمم المتحدة "فرانشيسكا ألبانيز" حين فهمت بعد أن عاينت بشخصها، مخطّطًا مرعبًا بات واضحًا فرفعت عقيرتها تنادي كل ضمير حيّ أن يسارع لِلَجم الوحش المتوحّش قبل فوات الأوان..
ما الذي يحجب هذه الإدراكات عن بصيرة العرب فلا ينفرون خفافًا وثقالًا ليصدّوا الوحش قبل أن يفوت الأوان؟ تستطيع دول الطوق أن تنقذ البشريّة كلّها الآن فتهبّ هبّة رجل واحد، فتُحكم قبضتها عليه وتقضي عليه قبل أن يجعل بلادها أثرًا بعد عين!
فلترمِ معاهداته في بحر الميت وفي البحر الأحمر وفي البحر المتوسّط فورًا..
ولتوقفه حالًا فلا زال بمقدورها ذلك.
ألم يتهدّد أمنها القومي؟
ماذا تنتظر؟
لقد نال نبي الله تعالى داوود عليه السلام من جالوت نفسه بحجرة ...
إنّ حقيقة أنّ الجنود في الكيان مدمنو مخدرات وجهنّميون آخذون بتعاليم حاخامات شرّيرة مظلمة تابعة للدجّال الأعور، يأخذون جرعات تلو الجرعات من السحر الأسود مع إيمان حتميّ بأنّ بني إسماعيل هم الخطر الذي يهدّد أعورهم، فيرتكبون فظائع تفوّقوا بها على المغول أنفسهم، المفروض أن تجعل العربي يستيقظ ويستنفر وينقذ نفسه كونه على بُعد أمتار من الوحش المتوحّش!
لا أقول أنقذ البشريّة بل أنقذ نفسك أيّها العربيّ قبل فوات الأوان.. هذا الكيان استفرد بالفلسطيني حين اطمأنّ أنّ العرب لن يُستَنفَروا..
ها هي سنة تقريبًا قد مرّت على الإجرام هذا ولم يتوقّف الكيان! وليس هناك توقّفٌ ما، في الأفق يلوحُ حتى... بل أعلن ابن الأعور أنّه ماضٍ في توحّشه.. فماذا يتوقّع العرب بعد ذلك؟
هذا التوحّش غير المسبوق أفزع وأصاب الغربيّ الحرّ الشريف بالهلع وأرعبه، واستشرف أنّ من أطلق الوحش من عنانه يريد ويطمح ألّا يتوقّف حتّى يخرج الأعور الذي أنذرهم منه دانيال في رؤيته التنبؤيّة ووصف الوحش الآتي بمعاونة وحش له عدة رؤوس " حلف الناتو" وحكومة المبنى السداسي والبيت الأسود، فذعروا وهبّوا قائلين: أوقفوا الوحش، ألجموا الوحش، ألا ترون بأعينكم ياعرب؟ ألا تسمعون بآذانكم ياعرب؟
حرب نوويّة وحرب كونيّة وملايين الضحايا وخراب الكوكب كلّه.. يستطيع العرب أن ينفروا الآن فيقضوا عليه قبل أن يكبر ويتضخّم ...
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة:٣٨-٣٩]
اللهم إنّي قد بلّغت ولله الأمر من قبل ومن بعد.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
ماجستير في الدراسات الإسلامية
مسؤولة اللجنة الدعوية - جمعية الاتحاد الإسلامي
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء السادس
رحمةٌ مهداة
ويلٌ للعرب من وحشٍ قد أُطلِق عنانه
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الخامس
موائد الرفاهية.. ودموع غزّة الباكية