هل طفلي يعاني من البدانة؟

كتب بواسطة

التاريخ: السبت ١٩ أكتوبر ٢٠١٣

فى : الحياة الصحية

اترك تعليق

634 مشاهدة

-T

.
الأطفال أحباب الله الذين لا تحلو الدنيا بغير وجودهم وضحكاتهم وإبداعاتهم....

إلا أنني لا أستطيع أن أمنع نفسي من الشعور بالأسف على

كل طفل يعاني من زيادة في وزنه، زيادة ملحوظة تثقل حركته

وتجعله محط الأنظار بالسخرية حينا وبالرثاء لحاله حينا آخر.

وكلما نظرت حولي وجدت أن أعداد هؤلاء الأطفال في ازدياد؛

أولاد الجيران وطلاب المدارس، وحتى بعض نجوم الأطفال

الذين يظهرون في القنوات مثل طيور الجنة وكراميش.

فمن الصعب أن يعيش طفل ما حياة الترهل والتثاقل وقلة

النشاط منذ أن يكون في الرابعة والخامسة من العمر..

ويزداد الأمر صعوبة عندما يصبح في مرحلة المراهقة حيث

يكون شديد الحساسية اتجاه جسمه وتقبله له.

يعود هذا السبب بشكل أساسي إلى العادات الخاطئة للغذاء،

حيث يعد تعويد الطفل على الطعام الصحي تحديا كبيرا للآباء

والأمهات مثله مثل تحدي تعويد الطفل على دخول الحمام

أو النوم بدون مشاكل؛ فهذه التحديات الثلاث التي تواجه

الآباء في الطفولة المبكرة لأي طفل: الطعام – النوم – الحمام.

ونجد أن الطفل الذي يعاني من زيادة في وزنه هو ضحية

لإحدى التصرفين من الآباء:

- الضغط عليه حتى يتناول طبقه كاملا، مع أن حصته في هذا

الطبق تعد مثل حصص الكبار، وكثيرا ما شاهدت آباء يضغطون

على أطفالهم لتناول أطباق أعجز أنا عن إتمامها.

وذلك ناجم عن خوف الآباء المبالغ فيه على أبنائهم، وأنهم

مالم يتناولوا أطباقهم كلها فإنهم سيكونون عرضة للمشاكل الصحية.

- التساهل في منحه مصروفا كبيرا دون تشجيعه على إدخار

هذا المصروف لشراء أشياء أخرى غير الحلويات ورقائق البطاطا

والذرة، فبدلا من تشجيع الطفل على ادخار مصروفه لشراء

ألعاب مثلا أو أجهزة الكترونية نجدهم يسمحون له بوضع كل

مصروفه في أطعمة تضر ولا تنفع.

السؤال المتكرر الذي أجده في كل محاضرة للأمهات:

أعطيني فاتح شهية حتى يتناول إبني طبقه كاملا!

فأسألهم: هل شهيته معدومة عن كل شيء حتى عن

الحلويات ورقائق البطاطا؟ فيقولون لي دائما: بل يأكل

الحلويات بشهية.. عندها أعتذر وأقول لهم: لو أعطيتكم

فاتح شهية لزاد تناولهم للحلوى والرقائق،

الخلل ليس في ضعف الشهية بل في طريقة التربية.

تزداد المشكلة تعقيدا لو أخذنا بعين الاعتبار أن الطفل حساس

لرأي الآخرين عنه، فلو أن أي أم حاولت أن توجه ملاحظة

مباشرة لشكل جسم طفلها، مثلا قالت له (يابني تكفيك هذه

الكمية من الطعام، لا أريد أن يزداد وزنك أكثر من هذا ، أو ..

يجب أن تخفف وزنك) فإن المشكلة تسوء، وقد يتجه الطفل

تلقائيا لزيادة الأكل بدلا من تخفيفه. على الأم أن تكون لبقة

وماهرة في توجيه الطفل إلى التخفيف أو الحفاظ على وزن

جيد ونشاط مناسب لعمره.

خطوات عملية للحفاظ على وزن مثالي لأطفالنا:

- الزمي الطفل من وجبة إلى ثلاث وجبات رئيسية.

وإذا رغب في وجبات خفيفة بينهما فأبقي الخضار والفواكه في

متناول يده، ويمكنك أيضا صنع أطباق خفيفة منهما،

مثل سلطة الفواكه، التبولة، وغيرها.

- ابعدي المأكولات الدسمة عن متناول يده، مثل المرتديلا

وأجبان الدهن، والحلويات الدسمة كالشيكولاتة والبقلاوة وما شابه.
- بدلا من صنع حلويات دسمة مثل كيكة النسكافيه أو الهريسة،

يمكنك اعتماد حلويات نشوية أكثر، مثل الكيك بدون كريما،

المهلبية والكاراميل والجلي.

- عند وضع الطعام لا تضعيه في طبق كبير على المائدة،

بل اقسمي لكل شخص حصته في طبق ودعي الباقي في

القدر، وعندها يمكن لمن لم يشبع أن يتناول اللبن والسلطة

بدلا من إعادة ملء الطبق.

- شجعي طفلك على الادخار وشراء أشياء تنفعه، ولا تسمحي

له أن يضع كل مصروفه في الطعام.

- ضعي في حسابك أنه ليس من المهم أن يتناول طفلك

كميات مشبعة، بقدر ما هو مهم أن يتناول من جميع

المجموعات الغذائية.

- علميه طرقا أخرى للاستمتاع بالوقت غير تناول الطعام؛

وبالذات في فصل الشتاء حيث تقل الحركة، يجلس الأطفال

أمام التلفاز أو الكمبيوتر وفي الحالتين يسعون إلى أخذ أطباق

معهم وتناولها بلا شعور وبشكل مستمر طيلة فترة جلوسهم

على التلفاز. نمي له هواياته، اسمحي له ببعض الفوضى في

مساحة محددة، مما سوف يشغل عقله وتفكيره في شيء

آخر غير الطعام.

- شجعيه على ممارسة الرياضة في أي مكان، في باحة

المنزل أو السطح، أو حتى في الحارة تحت إشرافك كأن تخرجي

معه نصف ساعة يوميا للتمشية وركوب الدراجة.

كيف أعرف ما إذا كان وزن طفلي ضمن المدى الطبيعي او لا؟

الأمر سهل. ضعي بحثا في جوجل على growth charts في

الصور، وسوف تظهر لك عدة رسومات بيانية، انتقي منها ما

يناسب جنس طفلك وعمره وقارن بين طوله ووزنه.

ستلاحظين أن هناك عدة منحنيات، تبدأ من 10% إلى 90% ..

الوزن المثالي يكون على 50%، أما إذا كان أقل من 50% فهو

يميل إلى النحول، وإذا كان أكثر من 50% فهو يميل إلى الامتلاء.

ولو تجاوز 90% فهذا يعني أن طفلك يعاني من وزن زائد وعليك

مساعدته في التخفيف منه.

في الصورة نموذج لأحد منحنيات النمو التي ستجدها في بحثك.

Photo: ‎هل طفلي يعاني من البدانة؟

إعداد: أخصائية التغذية أفنان الحلو.

الأطفال.
أحباب الله الذين لا تحلو الدنيا بغير وجودهم وضحكاتهم وإبداعاتهم.

إلا أنني لا أستطيع أن أمنع نفسي من الشعور بالأسف على كل طفل يعاني من زيادة في وزنه، زيادة ملحوظة تثقل حركته وتجعله محط الأنظار بالسخرية حينا وبالرثاء لحاله حينا آخر. وكلما نظرت حولي وجدت أن أعداد هؤلاء الأطفال في ازدياد؛ أولاد الجيران وطلاب المدارس، وحتى بعض نجوم الأطفال الذين يظهرون في القنوات مثل طيور الجنة وكراميش.

فمن الصعب أن يعيش طفل ما حياة الترهل والتثاقل وقلة النشاط منذ أن يكون في الرابعة والخامسة من العمر.. ويزداد الأمر صعوبة عندما يصبح في مرحلة المراهقة حيث يكون شديد الحساسية اتجاه جسمه وتقبله له.

يعود هذا السبب بشكل أساسي إلى العادات الخاطئة للغذاء، حيث يعد تعويد الطفل على الطعام الصحي تحديا كبيرا للآباء والأمهات مثله مثل تحدي تعويد الطفل على دخول الحمام أو النوم بدون مشاكل؛ فهذه التحديات الثلاث التي تواجه الآباء في الطفولة المبكرة لأي طفل: الطعام – النوم – الحمام.

ونجد أن الطفل الذي يعاني من زيادة في وزنه هو ضحية لإحدى التصرفين من الآباء:
- الضغط عليه حتى يتناول طبقه كاملا، مع أن حصته في هذا الطبق تعد مثل حصص الكبار، وكثيرا ما شاهدت آباء يضغطون على أطفالهم لتناول أطباق أعجز أنا عن إتمامها. وذلك ناجم عن خوف الآباء المبالغ فيه على أبنائهم، وأنهم مالم يتناولوا أطباقهم كلها فإنهم سيكونون عرضة للمشاكل الصحية.

- التساهل في منحه مصروفا كبيرا دون تشجيعه على إدخار هذا المصروف لشراء أشياء أخرى غير الحلويات ورقائق البطاطا والذرة، فبدلا من تشجيع الطفل على ادخار مصروفه لشراء ألعاب مثلا أو أجهزة الكترونية نجدهم يسمحون له بوضع كل مصروفه في أطعمة تضر ولا تنفع.

السؤال المتكرر الذي أجده في كل محاضرة للأمهات: أعطيني فاتح شهية حتى يتناول إبني طبقه كاملا! فأسألهم: هل شهيته معدومة عن كل شيء حتى عن الحلويات ورقائق البطاطا؟ فيقولون لي دائما: بل يأكل الحلويات بشهية.. عندها أعتذر وأقول لهم: لو أعطيتكم فاتح شهية لزاد تناولهم للحلوى والرقائق، الخلل ليس في ضعف الشهية بل في طريقة التربية.

تزداد المشكلة تعقيدا لو أخذنا بعين الاعتبار أن الطفل حساس لرأي الآخرين عنه، فلو أن أي أم حاولت أن توجه ملاحظة مباشرة لشكل جسم طفلها، مثلا قالت له (يابني تكفيك هذه الكمية من الطعام، لا أريد أن يزداد وزنك أكثر من هذا ، أو .. يجب أن تخفف وزنك) فإن المشكلة تسوء، وقد يتجه الطفل تلقائيا لزيادة الأكل بدلا من تخفيفه. على الأم أن تكون لبقة وماهرة في توجيه الطفل إلى التخفيف أو الحفاظ على وزن جيد ونشاط مناسب لعمره.

خطوات عملية للحفاظ على وزن مثالي لأطفالنا:
- الزمي الطفل من وجبة إلى ثلاث وجبات رئيسية. وإذا رغب في وجبات خفيفة بينهما فأبقي الخضار والفواكه في متناول يده، ويمكنك أيضا صنع أطباق خفيفة منهما، مثل سلطة الفواكه، التبولة، وغيرها.
- ابعدي المأكولات الدسمة عن متناول يده، مثل المرتديلا وأجبان الدهن، والحلويات الدسمة كالشيكولاتة والبقلاوة وما شابه.
- بدلا من صنع حلويات دسمة مثل كيكة النسكافيه أو الهريسة، يمكنك اعتماد حلويات نشوية أكثر، مثل الكيك بدون كريما، المهلبية والكاراميل والجلي.
- عند وضع الطعام لا تضعيه في طبق كبير على المائدة، بل اقسمي لكل شخص حصته في طبق ودعي الباقي في القدر، وعندها يمكن لمن لم يشبع أن يتناول اللبن والسلطة بدلا من إعادة ملء الطبق.
- شجعي طفلك على الادخار وشراء أشياء تنفعه، ولا تسمحي له أن يضع كل مصروفه في الطعام.
- ضعي في حسابك أنه ليس من المهم أن يتناول طفلك كميات مشبعة، بقدر ما هو مهم أن يتناول من جميع المجموعات الغذائية.
- علميه طرقا أخرى للاستمتاع بالوقت غير تناول الطعام؛ وبالذات في فصل الشتاء حيث تقل الحركة، يجلس الأطفال أمام التلفاز أو الكمبيوتر وفي الحالتين يسعون إلى أخذ أطباق معهم وتناولها بلا شعور وبشكل مستمر طيلة فترة جلوسهم على التلفاز. نمي له هواياته، اسمحي له ببعض الفوضى في مساحة محددة، مما سوف يشغل عقله وتفكيره في شيء آخر غير الطعام.

- شجعيه على ممارسة الرياضة في أي مكان، في باحة المنزل أو السطح، أو حتى في الحارة تحت إشرافك كأن تخرجي معه نصف ساعة يوميا للتمشية وركوب الدراجة.

كيف أعرف ما إذا كان وزن طفلي ضمن المدى الطبيعي او لا؟
الأمر سهل. ضعي بحثا في جوجل على growth charts في الصور، وسوف تظهر لك عدة رسومات بيانية، انتقي منها ما يناسب جنس طفلك وعمره وقارن بين طوله ووزنه. ستلاحظين أن هناك عدة منحنيات، تبدأ من 10% إلى 90% .. الوزن المثالي يكون على 50%، أما إذا كان أقل من 50% فهو يميل إلى النحول، وإذا كان أكثر من 50% فهو يميل إلى الامتلاء. ولو تجاوز 90% فهذا يعني أن طفلك يعاني من وزن زائد وعليك مساعدته في التخفيف منه.

في الصورة نموذج لأحد منحنيات النمو التي ستجدها في بحثك.

متمنية لأطفالكم نموا بدنيا وعقليا سليما.‎

متمنية لأطفالكم نموا بدنيا وعقليا سليما.

"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"

أترك تعليق إلغاء التعليق

المجلة الإلكترونية

المواضيع الجديدة

متابعي المجلة على فيسبوك

متابعي المجلة على تويتر

الجمعة ٢٠ جمادى الأولى ١٤٤٦

إشراقات صوتية