طبيب أسنان وأديب وشاعر سوري
اتركوا لنا حريتنا
ذات يوم اختلفت مع مدرسة اللغة الطبية حول ذهابي في الساعة الأخيرة من درس يوم الجمعة إلى المسجد للصلاة. . كان من الطبيعي أن يستأذن أحد من الطلاب لأي موعد أو قضاء حاجة أما أن تذهب إلى الصلاة فلا!! عندما ناقشتها قالت لي : أعرف العديد من المسلمين خلال سنوات طويلة ودرست المئات منهم وأعرف أنهم ليسوا ملزمين بصلاة الجمعة فلماذا أنت ملزم بها؟ !!
اليوم تصدر للتعليق على حادثة عدم مصافحة إمرأة مسلمة لرئيس الوزراء السويدي من هب ودب. . منهم من وصفها بالمريضة والمتخلفة والناكرة للجميل ومنهم من ذهب أبعد من ذلك ليخوض في حكم المصافحة ويحلل ويحرم كما يشاء !
بعضنا يريد أن يكون سويديا أكثر من السويديين وملكيا أكثر من الملك نفسه! ! لو استمعنا لهذه الترهات منذ عقود لما تمكنت إمرأة مسلمة اليوم في السويد أن ترتدي الحجاب! لو أجزنا لحم الميتة والخنزير والكحول لما وجد اليوم من يسمح لك بتناول طعامك فوق اعتقادك ودينك! !
دعاة الحرية الشخصية لم يحترموا حرية المرأة هاهنا فيما لا تمل ألسنتهم الكاذبة الطويلة من التذكير بحرية المرأة في العري والعهر والرذيلة. . لقد خسر عدة سياسيين مسلمين أكفاء مناصبهم من أجل أن لا نشرع تنازلا عن اعتقاد وحق بعيدا عن خلاف الفقهاء والعلماء..!
لقد خضنا جولات من الصراع ضد الرسوم المسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من أجل أن لا تصبح الإساءة شرعة وعادة ومنهاجا. إننا ندفع اليوم ثمن جهل الآباء وميوعة مواقفهم وتنازلاتهم ولسنا في وارد أن يدفع أبناؤنا وبناتنا ذات الثمن مضاعفا. .. نحن أدرى بشعابنا في السويد فاتركوا لنا حريتنا وارحلوا إلى حريتكم!!
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة