أديبة وكاتبة | المدينة المنورة
ماذا لو؟
نفرح حيناً، ونحزن حيناً آخر.
نتوجع ثم يزول الوجع.. نضحك ساعة ونبكي ساعة.. نتعب ونرتاح.. ننشط ونكسل.. نصحو وننام.. نجوع ونشبع.. نهدأ ونثور..
متناقضات تصنع الحياة!
ماذا لو... كانت كل أيامنا ألماً وحزناً؟
لن نختلف على أننا لن نحيا حياة سويَّة، لن نتمكن من العمل والإنتاج، لن نتمكن من الأكل والشرب بشكل طبيعي، لن نربي أبناءنا في بيئة سوية، النَّفسيات مشحونة سلباً، والعقد كثيرة ولا حلَّ لها، الأمراض الجسدية والنفسية لن تُعَدَّ، سنَكره أنفسنا وأحبابنا وحياتنا، والجرائم لا حصر لها.
فماذا لو.... كانت كل أيامنا أفراحاً وضحكاً ومناسبات سعيدة؟
لن تكون حياتنا سوية أيضاً!
سنصاب بالملل من طول الفرح، ولن نكون قادرين على تقدير النِّعم، شُكْرنا وحَمْدُنا يَقِلُّ ويتلاشى، عبادتنا وصلاتنا وحاجتنا لله تتراجع وربما تختفي، لن نحسب حساباً للقيامة والآخرة والحساب...
ما أجمل الوسط في عيشتنا، خلقنا الله وجعل المتناقضات في أيامنا لنحيا حياة وسطاً، فيها الأمان والخوف، الغنى والحاجة، الشبع والجوع، الصحة والمرض، الميلاد والموت... وبين هذه المتناقضات يتقلب أحدنا وتتمرَّن مشاعرنا وتصرفاتنا وطباعنا على الاتزان فنحيا حياة سَويَّة.
بهذه المتناقضات نظلُّ في حاجة لله، نشكره ونحمده في النَّعماء، ونسأله وندعوه ونصبر في الضَّراء، نسجد سعادة وشكراً، ونسجد متألمين طلباً للغوث والفرج..
وبالمتناقضات نلمس أثر النعم وتفريج الكرب، يأتينا النجاح بعد السهر والكَد.. يأتينا الفرح بعد الحزن، واليسر بعد العسر، والنصر بعد الجِدِّ والصبر، وبها نحب الله ونزداد تقرباً إليه ونعرِفه في كلِّ أحوالنا، فنزداد يقيناً وإيماناً بالله ربنا.
انتهى حفل الزواج، وعادت المدعوات والمدعوون إلى بيوتهم، وحصلت في اليوم التالي مشكلة بين الزوجين العروسين، وفي قصة عرس أخرى سُرِق بيت العروسين أثناء سفرهما! عرس وفرح تلاهما مشكلة وحزن وفجيعة!
قلت لهم: لا تحزنوا، المشكلة انتهت، والمسروقات احتسبوها والمال مُعوَّض، وما أدراكم أنها حوادث حمتكم من شيء أكبر؟ فربما كان هناك حاسد، تأثَّر لمصابكم فاستغفر واستبدل حسده بدعاء لكم؟
كله خير يا أحبابي، وإنها المتناقضات لأنها الحياة الدنيا، والجنة موعد الصابرين الشاكرين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة