طبيبة مِخْبرية، حفيدة العالِم المجاهد الشيخ عزّ الدين القسّام رحمه اللَّه | لبنان
دعوة إلى... الإنفاق
كتب بواسطة د. ابتهال القسام
التاريخ:
فى : بوح الخاطر
1615 مشاهدة
سجينة أنا في سجن أشجاني، حزينة أنا في كابوسِ أوهامي، تتقاذفني أفكار سوداء، تتلاطمني أمواج التشاؤم، لترميني على شواطئ التِّيه واليأس..
ما كنت أتخيَّل يوماً أن أصِل إلى ما وصلت إليه... وهل من الممكن أن أغرق في بحار الهموم الدنيوية مهما اشتدَّت بي الأزمات؟؟ وفعلاً.. أحرقَتْ أنفاسي سُحُب الكآبة... إنَّه أخي فلذة كبدي.. توأم روحي.. هكذا يختفي ولا ندري بأي أرضٍ هو؟ لم أدرِ أن مرارة الضياع أقسى من مرارة الفقد...
وكانت السلوى... بأدعية وأذكار وسجدات تطفئ ولو قليلاً من لهيب الشوق الذي أشعل كياني وفجر دمي.. واخترق هاتفٌ مفاجئٌ صمت روحي الغارقة في التأويلات والتحليلات.. متى سنبدأ بمشروع كسوة العيد؟ فالعيد قد اقترب..!! أيُّ عيد؟؟!! فوجدتُ نفسي تبتهل إلى بارئها خوفاً على من تحب.. ورجاءً لخالقها أن يكون هذا الأمر الذي فيه تفريج هموم المئات من العائلات والأطفال سبباً في تفريج الهم.. وبهمَّة كالجبال شموخاً وكالسماء علوّاً..
انطلقت مع أخواتي الحبيبات في جمعية" النجاة الاجتماعية.". نَنْهل من رحيق ما بذلناه من توزيع الصدقات وزكاة الأموال.. من بيت إلى بيت ومن مؤسسة إلى أخرى... لنجد أنفسنا نجني عسل التراحم والتآخي والوئام... نجني أملاً وسعادة وحُبَّاً.. هو حصاد ما زرعناه من تكافل وسعي دؤوب لندخل السرور إلى أفئدة الكثير من العائلات المتعفِّفة حتى تتمكَّن من أن تشارك الجميع بفرحة العيد.. وشيئاً فشيئاً.. شعرت ببراكين اليقين بفرج الله تتفجر في داخلي، وبينابيع الثقة بعون الله ونَصْره تتدفَّق في شراييني، وبنور من الله يشرق في مُهجتي، الله أكبر.. الله أكبر.. ما أجمل أن يستخدمك الله لتُزيل الأحزان وترفع الشقاء عن عباد الله... ما أروع أن تكون بلسماً للجراح.. وسكينة لقلوب الآخرين.. ما أبهى أن تتخلَّص من شح النفس لتنطلق من سجن الظلمات.. ظلمات الأنا والذات إلى آفاق الإحسان والعطاء والإنفاق لله وفي سبيل الله.. حينها لن يكون همٌّ في الدنيا يطغى على همِّ الآخرة.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن