رجال المعادن!!!

يتميَّز الذهب عن بقية المعادن بسعره النَّفيس ومنصبه الرئيس، الأمر الذي جعله معيار قوَّة الدوَل وثبات عُملتها...
ويقول الاقتصاديون: السبب في تلك الرِّفعة هو ثبات لونه وصمود أصله...
فالذهب هو الذهب... باطنه وظاهره...
لونه لونه... صيفاً شتاءً... حرّاً برداً... تحت الماء أو في السماء... طال عمره أم قصُر... تعرَّض للنَّار أو للجليد في أصقع الأقطار...
والحديد الأصفر والنحاس الأصفر قد يبرقان... لكنَّ بريقهما سرعان ما يخبو إن تغيرت الأجواء... أو حلَّ الشتاء... أو دهمتهما الأنواء... فيكشفهما مرُّ الدهور... وتكرار العصور...
وكما المعادن الرجال...
فرَجل هو ذهبٌ ذهبٌ... لا يتغير... هو هو... في كلِّ الأمكنة والأزمنة... في كلِّ أشكال الحُكم وشتى الأنظمة... فقيراً أو غنياً... حاكماً أو محكوماً، منصوفاً أو مظلوماً، عادناً أو مهاجراً، في قصور السُّلطة أو في غياهب السجون، في السُّوق أم في المسجد...
ورجل هو حديد مغطَّى بلون أصفر... سرعان ما يظهر زيفه عند أول امتحان... إن نزلت به مصيبة انكشف، أو تعرَّض لابتلاءٍ قُلتَ عند ذِكره: يا للأسف...
ورجل يشبه في كل يوم مَعدناً، ويعطي لكل زمان لونه الذي يحقِّق له مصالحه المادية... فهو علماني في نظام علماني... وهو قانت وعابد في نظام إسلامي... وهو عاهر وداعر في نظام ليبرالي... وهو... شعاره: إذا كانت الدولة للقرود فقُم وارقص.
لا يخفى أن الاستقامة هي حال الرجل الذهبي الذي عناه صلى الله عليه وسلم يوم قال: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ» أخرجه مسلم.