أعذروني إن أطلتْ
كتب بواسطة نجوى السادات
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1849 مشاهدة
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس بزواج الأمير هاري من الممثلة ميغن..المنحدرة من عرق قوقازي/ إفريقي ..وهي ابنة لزوجين مطلقين منذ صغرها .
وكان استغراب الجميع يتمحور حول العروس المتوسطة الجمال ..المختلطة العرق ...المطلقة ..ذات الثلاثة اطفال ..والتي تكبر الأمير سنا ...
بل مازاد في الدهشة والتساؤلات أنه كيف استطاع الأمير هاري بإقناع جدته الملكة بكسر قواعد الزواج الملكي، الذي يشترط على العروس ان تكون من أصل بريطاني نقي كي يبقى العرق الملكي بريطانيا ..وأن تكون بكر عذراء ليس لها سابقة علاقة مع رجل .. وغير مطلقة اي لم يسبق لها الزواج الرسمي.
بصراحة كل ذلك لم يثِر دهشتي واستغرابي ولم أقف عنده لحظة .. بقدر ما توقفت عند قوانين الحفل ذاتها ..
كسرت ملكة بريطانية قواعد ملكية عدة في هذا الزواج بالذات ..إلا أنها لم تقبل أن تتنازل عن قواعد حضور الحفل.
وجهت الملكة للحضور تعليمات صريحة وصارمة حول نوع وشكل ولون الملابس التي يجب عليهم ارتداؤها ..
ومع أن الغالبية من الحضور يعرف مسبقا قوانين الملابس الملكية المحتشمة..إلا أن الملكة أكدت على ذلك بطباعة التعليمات على بطاقات العرس ..ليقرأها كل مدعو ..
اشترطت الملكة على الحضور كافةً الالتزام بملابس (محافظة) لأن الزفاف الملكي زفاف(محافظ)
"محااافظ " هكذا أطلقت عليه .
حيث منعت الملكة في قصرها وبكل وضوح العري و الأزياء الفاضحة والملابس الشفافة والفساتين الضيقة والقصات التي تبرز مفاتن وتفاصيل الجسم.
اما بالنسبة للألوان ..فقد اشترطت على الحضور القدوم بملابس أنيقة ذات ألوان هادئة ..عدا لوني الأبيض والأسود..وبينت أن الأبيض هو للعروس فقط اما الأسود فيمنع لأنه يعبر عن الحزن والحداد.
تمنع النساء من ارتداء أحذية مفتوحة تبرز أصابع القدم ..الأحذية يجب أن تكون مغلقة من الامام.
حتى طلاء الأظافر كان له نصيب من الحظر ..فقد سمحت الملكة بطلاء أظافر يشبه لون البشرة ..ومنعت الحضور من طلاء الأظافر ذو الألوان الفاقعة .
حتى فستان العروس ذاتها خضع للأوامر الملكية ..كان فستانا رمزيا بسيطا يرمز للرباط المقدس .. وخلا تماما من اية زركشات أو تطريزات ولم يرصع بأدنى مجوهرات براقة أو ماسات مشعة ..
أما الرجال فقد حددت الملكة لهم ما يجب أن يرتدونه من أطقم رسمية في حضرتها .
وكأنها تقول للشعب البريطاني.. انت حر في اتباع الموضة والسفور والتعري فيما يخصك انت ولكن ليس في حرم قصري .
امتثل الجميع للأوامر الملكية .. لأنها "بروتوكول" غير قابل للمخالفة.
حتى الممثلات والمشاهير رضخوا لطلبات الملكة وقدموا بكامل احتشامهم ..فلا ملابس ممزقة ولا فساتين قصيرة و لا ازياء ضيقة فاضحة شبه عارية.
وبحزن سألت نفسي التي امتلأت بالخزي من حالنا..
ألسنا أولى بالاحتشام والمحافظة من إليزابيث ٢؟
واذا كانت إليزابيث ذات بروتوكول ملكي وضعي دنيوي.
ألسنا أصحاب بروتوكول سماوي اسلامي ارتقى بالأنثى من حضيض العري والسفور في الجاهلية ، إلى الستر والحشمة والحضارة تحت مظلة الإسلام؟
ألم يرتقي الإسلام بالمرأة من مجرد أداة لاغراء الرجل ومتعته .. إلى كائن دريّ ماسيّ لايرى مفاتنه إلا من استحقه بعيدا عن أعين الطامعين ؟
لو أن واحدة من نساء المسلمين كتبت على بطاقة زفاف ولدها ما كتبته ملكة بريطانيا ..ترى، كيف ستكون الردود على ذلك ..ألن ينعتوها بالتخلف والجهل والتدخل فيمالايعنيها من شأن الحضور .؟
ألن تلوكها الألسن سباً وشتماً؟ ..ألن تسمع الجملة الشهيرة من جماعة دعوا الخلق للخالق: (الناس وصلت للقمر وانتي لسا تفكيرك محدود ) ؟
ألن يتخذوا ما أنذروا هزؤاً؟ ألن تعاقب بالردح والذم والمعاقبة بعدم الحضور؟
بلى ...
ستعاقب.. وستذُم.. وستسمع مالا يُسمع ..
هذا ما جعل من حفلاتنا وزفافاتنا حلبة للتنافس على العري وتطبيع المجاهرة بالمعصية..
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن