طالبة علوم شرعيّة. ولدت ونشأت في بيئة محاطة بثقافة القرآن الكريم واللّغة العربيّة الفصيحة، مما أثّر بشكل كبير على شغفها وحبّها للعلوم الشرعية واللّغة العربيّة.
التواضُع مفتاح الخير وسلّم النّقاء
خلقنا الله سبحانه وتعالى، وهو أعلم بِنا وبِقلوبِنا، وبِما يجيشُ في نفوسِنا من أهواء، ويعلَمُ بالأدواءِ التي قد تحتَلُّ هذه القلوبَ، فرَسَمَ لنا منهجًا نتَّبِعُهُ كَي نتخلَّصَ مِنها ونُحافِظَ على نقاءِ سرائرِنا...
ومِن هذه الأدواءِ الكِبرُ والغرور، وهُما خصلَتانِ ذميمَتانِ حذَّرنا الله ورسولُه ﷺ مِنهُما، قال تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالࣰا فَخُورًا} [سُورَةُ النِّسَاءِ: ٣٦]، فالأصلُ هو التَّواضُعُ أمامَ النّاسِ وخفضُ الجناحِ لهم، قال رسول الله ﷺ: "مَنْ تَوَاضَعَ لله رَفَعَهُ الله" (رواه مسلم).
فَيَنبغي على كُلِّ عاقِلٍ أن يَسعى جاهدًا للتخلُّص من هذين الخُلُقَينِ الذَّميمَين، وأن يُوَطِّنَ نفسهُ على التَّواضُعِ أمام الله وأمامَ خَلقِه.
ومِن أعظَمِ الخِصالِ التي تُعين المرءَ على تجنُّب الكِبرِ والغرور، أقولُ لي ولَكُم والله المُوَفِّق:
أ- تقويةُ الوازع الدّيني واستِشعارُ مُراقبةِ الله لك، وأن نُعيد دومًا تقييم أنفُسِنا وأن نتذكَّر أنَّنا مخلوقاتٌ ضعيفة أمام الله، وأنّ كل ما نملكُ هو نعمةٌ منه.
ب- اعتِناقُ ثقافةِ الاعتِذار والصَّفح، فَعندما نرتكب خطأً ما أو نؤذي الآخرين، يجب أن نكون مستعدّين للاعتذار بصِدقٍ، وأن نسامح أولئك الذين يسيئون إلينا، قال تعالى: {وَلۡیَعۡفُوا۟ وَلۡیَصۡفَحُوۤا۟ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن یَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ} [سُورَةُ النُّورِ: ٢٢].
ج- تذكُّر المَوت والآخِرَة، حيثُ يجبُ أن نتذكَّر أنَّنا جميعًا مُعَرَّضون للموت، وسنحاسب على أعمالنا وكُلّ ما بَدَرَ مِنّا في الآخِرة، وبالتّالي لا ينبغي لنا أن نتكبَّر على الآخرين أو نغترَّ بأنفسنا، بل علينا أن نسعى لاكتساب الخير وتقوية علاقتنا بالله، وأن نُعامِلَ عبادَ الله بِالحُسنى.
فَيا أيُّها المغرور، إذا كان تكبُّرُك يدفعكَ إلى الاعتقاد بأنَّكَ خيرٌ من سائر الخلق، فاعلم أن الله قد خلق من قبلك أممًا وأجناسًا، وأعطاهم من فضله ما لم تُعطَهُ، فتواضَع، واعلَم أنَّ الله لا ينظر إلى الأجساد ولا إلى المال، بل إلى القلوب والأعمال.
ولله درُّ القائل:
تواضع تكُنْ كالنّجْم لاحَ لناظرٍ
على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولا تكُ كالدُّخان يعلو بنفسهِ
إلى طَبقات الجوّ وهو وضيعُ
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
مسرى الأرض ومعراج السماء.. بيان وأضواء!
عامٌ مَرّ..
كشف الثقوب.. في أدعياء علم الغيوب! الجزء الثاني
كشف الثقوب.. في أدعياء علم الغيوب!
ضَوْءٌ لَمَعَ وَسَطَ المَدِينَة